مصر په درېیمه برخه پېړۍ کې
مصر في ثلثي قرن
ژانرونه
وقد بقينا نحن المصريين ذلك الجنس وزدنا عملا ونظاما، فإن لم ينقذنا العمل فلا أنقذ أمة في الأرض.
هوامش
القسم الثاني
الفصل الثالث عشر
نظرة إجمالية
«وهل يعقل أن تفشل حكومة وطنية مثل فشلنا في مدة 25 سنة مضت؟!»
المستر روبرتسون سنة 1908
يقولون إن لجنة «اللورد ملنر» ستفد على مصر لتضع نظاما جديدا للحكم غير الأنظمة الكثيرة التي تعاورتها التجربة خلال ثلث القرن الأخير، فلقائل أن يقول - وقد يكون قوله حقا - إن التجربة الجديدة على فرض أنها ستكون لا تشذ عن التجارب الأولى، أي إنها ستكون عرضة للمسخ والنسخ والمحو الإثبات ما دام الغرض واحدا لا يتغير، وهو رسوخ القدم في مصر إلى ما شاء الله.
لنفرض أن تجربة المستقبل ستستغرق ثلث قرن آخر، ولننظر إليها بعين الحق والعدل، أفلا نرى حينئذ أنها طريق ترسم إلى غرض يخالف الغرض الذي تطلبه الأمة، لا يستطيع أحد أن يقنع العقل البشري بأن هذين الغرضين متفقان أو يمكن اتفاقهما؛ فالتاريخ يشهد بغير ذلك، وحوادث التاريخ لا تدل على أن أمة حاكمة تتبرع من نفسها بوسائل الحكم الصحيح لأمة محكومة كرما منها وفضلا، الشهادة التاريخية التي كانت صادقة في كل وقت تقضي أن تسير الأمة الأولى بالأمة الثانية على جسر من القطيعة، وفي سبيل لا يوجد الخلاص النهائي عند غايتها.
إنا ليسهل علينا جدا ان نقول إن مصر تستطيع أن تصبر ثلث قرن جديد لو أنها وثقت ثقة صحيحة بأن القوم سيودعونها بسلام يوم ينقضي أمده، ولكن هل في الأرض شيء يستطيع أن يجعل هذه الثقة في محل الإيمان من قلوب المصريين؟ إن كل ما يمكن أن يقال لمصر إنه مطلع تلك الثقة ليس إلا وعودا وعهودا وأقساما مغلظة ومواثيق مبرمة، بل أكثر من ذلك معاهدات دولية وقرارات برلمانية، غير أن مصر تستطيع مع هذا كله أن تقول: إن الوعود والعهود والمواثيق والأقسام، لا تخدع إلا الساذج ولا تغر غير الأبله، بل إنها تنزع الثقة من الصدور كلما تجددت واشتدت. لا، بل تستطيع مصر أن تقول فوق ذلك: إن هذه الأساليب علمتني أن أكون من اليوم غير ساذجة ولا بلهاء.
ناپیژندل شوی مخ