مصر په د نهیم پېړۍ پیل کې
مصر في مطلع القرن التاسع عشر ١٨٠١–١٨١١م (الجزء الأول)
ژانرونه
منذ 7 يوليو، ووصلت الأوامر إلى «سنيافين» بوقف القتال ضد تركيا، فقصد أسطوله - وكان قد انضم إلى أسطول «كولنجوود» بناء على رغبة الأخير بالقرب من جزيرة «إيمبرو»
Imbro
منذ 13 أغسطس - إلى «تينيدوس» إشارة إلى انفصال مصالح روسيا من الآن فصاعدا عن مصالح بريطانيا، فبقي «باجيت» في مفاوضاته مع الأتراك منفردا، أضف إلى هذا أنه على الرغم من الثورة التي حدثت في القسطنطينية، وأطاحت بعرش سليم الثالث - وهي الثورة التي سبقت الإشارة إليها - لم يطرأ تغيير على موقف الأتراك الذين ظلوا خاضعين كذلك في العهد الجديد لنفوذ فرنسا، وتمتع «سباستياني» السفير الفرنسي بنفوذ كبير في القسطنطينية، وعمد الأتراك إلى المراوغة والمماطلة في مفاوضتهم مع «باجيت»، مستندين دائما في ذلك إلى أنه لم يقع رسميا إعلان للحرب بين تركيا وإنجلترة، فلا داعي إذن للدخول في مفاوضة أو تعيين مندوبين لها من أجل البحث في استرجاع علاقات المودة والصداقة بينهم وبين الإنجليز، وأنه يكفي إخلاء الإسكندرية وانسحاب السفن الحربية الإنجليزية من السواحل العثمانية لعودة المياه إلى مجاريها، وتنفيذ المعاهدات القديمة بين الفريقين، وفضلا عن ذلك فقد نفد صبر «كولنجوود» من مماطلة الأتراك وتسويفهم، وبخاصة عندما جاءت الأخبار من صقلية تنذر بأن الثورة على وشك الوقوع بها، وأن تغييرات هامة سوف تجري في البرتغال وإيطاليا لصالح الإمبراطور نابليون، وأن جيشا فرنسيا كبيرا يزحف صوب إيطاليا الجنوبية لطرد الإنجليز من صقلية، وأن جزيرتي «كورفو» و«كتارو»
Cattaro
قد حصل التنازل عنهما لفرنسا، وهكذا صارت صقلية مهددة بالسقوط في يد العدو، وهي التي حرص الإنجليز على التمسك بها، فكان لذلك كله أن أنذر «كولنجوود» الأتراك، ومن غير أن يستشير «باجيت» في ذلك في 4 سبتمبر بضرورة وصولهم إلى قرار حاسم في بحر أسبوع واحد، فيما إذا كانوا يريدون حقا المفاوضة الجدية من أجل عقد الصلح مع الإنجليز وتجديد صداقتهم معهم.
ومع أن «باجيت» كان قد ساءه اتخاذ «كولنجوود» لهذه الخطوة دون استشارته، فقد نفد صبره هو الآخر مع الأتراك، وتبين له عبث الاستمرار على المفاوضة معهم، وكان «باجيت» وقت أن كان لا يزال الأمل يداعبه في إمكان نجاح مفاوضته معهم، قد بعث إلى «فريزر» من «إيمبرو» برسالتين في 30 أغسطس، يطلب منه فيهما رسميا إنجاز استعداداته للتهيؤ لمغادرة الإسكندرية، وإخلائها عند أول سانحة، ولكنه ما لبث الآن أن صح عزمه على إرسال أوامره القاطعة في 16 سبتمبر إلى «فريزر»، يطلب منه الجلاء والانسحاب من الإسكندرية فورا، وكان مبعث هذا الأخير أن «سنيافين» كان قد غادر بأسطوله «تينيدوس» إلى «كورفو» منذ 6 سبتمبر، وذاعت الأخبار بأنه قد صار التنازل عن بعض سفنه إلى فرنسا، كما أن أخبارا قد جاءت «مور» في صقلية في 15 سبتمبر، تفيد بأن الحالة بها قد تحرجت لدرجة تدعو لتجمع القوات الإنجليزية بها بكل سرعة، ولم يتردد «كولنجوود» لحظة بسبب هذه الأخبار عن الإبحار إليها في 16 سبتمبر؛ وعلى ذلك، فقد كلف «باجيت» الضابط «مورييه»
Morier
بالذهاب إلى الإسكندرية، يحمل أمره القاطع بالإخلاء إلى «فريزر»، ويحمل عدا ذلك رسالتين إلى باشا مصر محمد علي؛ إحداهما منه في 16 سبتمبر، والأخرى من القبطان باشا السيد علي بك الجزائري - ولم تكن المفاوضات قد توقفت بعد مع الباب العالي - يطلب «باجيت» والقبطان فيهما منه إطلاق سراح الأسرى الإنجليز، وكان هذا هو كل ما أسفرت عنه مفاوضات «باجيت» الذي لم يلبث أن قطعها نهائيا في أكتوبر، وانتهت بذلك مهمته بالفشل.
وأما «مورييه» فقد بلغ الإسكندرية في 22 سبتمبر، ليعلم أن «فريزر» قد تفاوض مع محمد علي، واستطاع الحصول على شروط مرضية جدا نظير الجلاء عن الإسكندرية، كما وجد أن إبحار الجنود البريطانيين قد بدأ فعلا يوم وصوله إليها.
المرحلة الأخيرة
ناپیژندل شوی مخ