مصر په د نهیم پېړۍ پیل کې

محمد فؤاد شکری d. 1392 AH
168

مصر په د نهیم پېړۍ پیل کې

مصر في مطلع القرن التاسع عشر ١٨٠١–١٨١١م (الجزء الأول)

ژانرونه

فقد لا يكون هناك معدى عن تدخله في الخلافات الداخلية التي تشغل مصر، وتثير فيها الفتن والاضطرابات، أو تدخله في النزاع الدائر حول الاستئثار بالسلطة بين البكوات، جريا على عادة هؤلاء، ومن الصعب في هذا الوقت، وبسبب بعد المسافة، تحديد المسلك الملائم على وجه الدقة، والذي عليه أن يتبعه في تدخله، إلا أنه عند معالجة مثل هذه المسائل؛ أي المدنية والسياسية من الحكمة والصواب أن يتصل هذا القائد بالميجور «مسيت» وأن يصغي بانتباه لما يبديه هذا الضابط من آراء، يبدو بفضل ما لديه من معلومات محلية وخبرة أو معرفة بالحوادث المحلية أن لها قيمتها.

وأما هذه التعليمات التي كان طابعها في رأي بعض المؤرخين الإنجليز الطيش أو قلة التفكير، والتي هدفت - كما أوضحنا - إلى احتلال أهم المواقع البحرية في مصر؛ أي الإسكندرية - إلى جانب بسط النفوذ الإنجليزي في سائر البلاد، عن طريق البكوات من جماعة الألفي أصدقاء الإنجليز، فقد أوجز معناها «فورتسكيو» في قوله: «لقد أرسلناك (أي الجنرال «فريزر») مع خمسة آلاف مقاتل إلى مصر، حيث يكون عليك هناك الاستيلاء على الإسكندرية فقط، وليس لك أن تحتل البلاد (مصر) بل تعمل لإحراز التفوق للنفوذ الإنجليزي بها، وأما كيف يتسنى لك فعل ذلك؟ فليس لدينا (أي الحكومة الإنجليزية) أية فكرة، ولكن تقريرنا عند إرسال الخمسة آلاف مقاتل، إنما هو عدم المجازفة بشيء في سبيل الظفر بمأربنا.»

ومع أن الظرف لم يكن ملائما لإرسال هذه الحملة، بسبب ما كان يجري من حوادث في أوروبا ذات تأثير على تطور الموقف في البحر الأبيض، وتعريض مواقع الإنجليز في هذا البحر للخطر، من جانب جيوش نابليون المنتصرة في القارة الأوروبية، والرابضة في شبه الجزيرة الإيطالية، ومع أن الاستعدادات لهذه الحملة كانت غير كافية، وقواتها ضئيلة لتحقيق الغرض منها، وهو الاستيلاء على الإسكندرية ثم البقاء بها بعد احتلالها، فقد كان العامل الحاسم في إرسالها تصحيح الخطأ الذي وقع فيه الإنجليز عندما أخلوا الإسكندرية في مارس 1803، وذهبت هذه التضحية من جانبهم سدى، ثم استئناف ذلك النشاط السياسي الذي نال منه كثيرا أو عطله إخلاؤهم لها، وذلك بالعمل من أجل تأسيس حكومة مملوكية في مصر تستطيع - في اعتقاد الإنجليز - الدفاع عن البلاد، ورد أي غزو فرنسي يقع عليها، ثم الخضوع لإرشادات الإنجليز أنفسهم وتعزيز نفوذهم بها؛ أي تحقيق ذلك الغرض الذي ظل القواد الإنجليز خصوصا يسعون للظفر به دون طائل منذ خروج الفرنسيين من مصر في عام 1801 إلى وقت جلائهم عنها في عام 1803.

وكانت هذه - ولا شك - مهمة جسيمة، كما كان ازدواج الهدف: احتلال الإسكندرية، ومحاولة بسط النفوذ الإنجليزي في البلاد عن طريق البكوات المماليك، من العوامل الحاسمة في فشل هذه الحملة عسكريا وسياسيا، وثمة عامل حاسم آخر في فشلها، ذلك أنها إنما جاءت كجزء من مشروع مرتبط بتدابير روسيا وحليفتها إنجلترة من الناحيتين السياسية والعسكرية في نضالهما ضد نابليون، فكانت لحمة هذا المشروع وسداه محاولة إزعاج تركيا وإقناعها بقطع علاقاتها مع فرنسا، الأمر الذي جعل مصير حملة «فريزر» مرهونا من مبدأ الأمر بتطور الموقف في أوروبا.

وقد عين لقيادة هذه الحملة الميجور جنرال «ماكنزي فريزر»، يليه في القيادة الميجور جنرال «ووكوب»

Wauchope

ثم القائدان: «ميد»

Meade

و«ستيوارت»

Stewart

ناپیژندل شوی مخ