مصر په د نهیم پېړۍ پیل کې
مصر في مطلع القرن التاسع عشر ١٨٠١–١٨١١م (الجزء الأول)
ژانرونه
والخوف من مشروعات بونابرت في الشرق، ومن محاولته إنزال جيش فرنسي لاحتلال مصر، جعل «دراموند» والسير «ألكسندر بول» يضعان تلك المشروعات التي هدفت لتأسيس الحكم المملوكي في مصر تحت قيادة بريطانيا، ثم إنه كان منشأ كل ذلك النشاط الذي بذله الوكلاء الإنجليز، وعلى رأسهم «مسيت» لاستمالة البكوات إلى جانب إنجلترة وإحباط مساعي الوكلاء الفرنسيين لديهم، ثم مناصبة حكومة محمد علي العداء، وسيطر على ذهن «ألكسندر بول» - على وجه الخصوص - أن الفرنسيين سوف يحاولون الاستيلاء على الإسكندرية بمساعدة البكوات ومحالفتهم لهم، وتدعمت هذه الفكرة لديه بفضل ما صار يرسله إليه «تابرنا» من أخبار عن نشاط الوكلاء الفرنسيين مع البكوات، واعتقاد هؤلاء الأخيرين أن الإنجليز قد تخلوا عنهم، بينما توقع «تابرنا» أن يعمد محمد علي والأرنئود إلى الاستفادة من هذه الفوضى، فيحدثون انقلابا يستولون بفضله على البلاد، وتلك ثورة تنتفع منها فرنسا؛ لأن الأرنئود أصدقاؤها، وقال «تابرنا» وهو يتحدث إلى «ألكسندر بول» - في تقريره له في 28 فبراير 1804 - عن الأعداء الخارجيين أي الفرنسيين: «إنه إذا شاء سوء الحظ أن يفلت هؤلاء من رقابة الأسطول الإنجليزي، فإنهم لن يلقوا أية مقاومة في مصر.» ثم عزز هذه الأقوال عند «ألكسندر بول» وكيل آخر في مصر لم يذكر اسمه في تقريره الذي بعث به إليه من القاهرة في 13 ديسمبر 1804، قال: إن مصر في حاجة شديدة إلى سيد جديد، وأن أول القادمين سوف يلقى ترحيبا كهذا السيد المنشود، وأن الأحزاب المناضلة فيما بينها سوف تلتف حول العلم الأجنبي، ويتوق الفلاحون للحماية الأجنبية تبسط عليهم لتمنع عسف الحكام بهم، وإن قوة أجنبية صغيرة سوف تكفي للاستيلاء على مصر وعلى حكومتها، ثم إن هذا الوكيل لم يلبث أن اختتم رسالته بتأكيد أن أهل البلاد يفضلون كثيرا الإنجليز على الفرنسيين.
ولا جدال في أن مثل هذه المعلومات التي تلقاها «بول» قد أظهرت خطر الغزو الفرنسي المتوقع كحقيقة ماثلة، وزادت من مخاوفه من هذا الخطر.
وكان «نلسن» الذي أوفد مرة ثانية إلى البحر الأبيض رئيسا للقوات البحرية الإنجليزية به عند استئناف القتال بين إنجلترة وفرنسا، من الذين أفزعهم كذلك خطر الغزو الفرنسي المنتظر لمصر، وحرصت الأميرالية وهي تصدر تعليماتها إليه على لفت نظره إلى ضرورة مراقبة حركات الفرنسيين في إيطاليا بانتباه عظيم، حتى لا يفلت من مراقبته - كما حدث في 1798 - خروج قواتهم لمهاجمة مصر، أو لأي جزء آخر من الأملاك العثمانية، ولكن «نلسن » لم يكن في حاجة إلى هذا التنبيه؛ لأن حوادث 1798 كانت لا تزال آثارها عالقة بذهنه، ولأنه اعتقد اعتقادا راسخا بأن الفرنسيين يدبرون إرسال حملة إلى الشرق، إما ضد المورة، وإما ضد مصر، ومنذ شهر يونيو 1803 سأل «دراموند» بالقسطنطينية رأيه في أي المشروعين سوف يبدأ الفرنسيون بتنفيذه متفقا مع إنشاء المورة جمهورية يونانية؛ لأن الهجوم على المورة ليس في رأي «نلسن» نفسه سوى مجرد وسيلة لتمكين فرنسا من الاقتراب من مصر، ثم كتب إلى «أدنجتون» في 28 يونيو: «إنه إذا فتح الفرنسيون أو أصدقاؤهم المورة، فسوف تكون مصر الثمن الذي في مقابله يعيدون المورة، إن لم يتمكنوا من الاحتفاظ بكليهما، بفضل محالفة ينشئونها مع المماليك.» وظل «نلسن» يردد هذه المخاوف في الشهور التالية، ويعزو إلى بونابرت مشروعات عدوانية على المورة سواء بتحريض أهلها على الثورة ضد الباب العالي، أو بالاتحاد في العمل مع روسيا لتحقيق مآربه، وتوقع «نلسن» أن تشترك فرنسا وروسيا في تقويض عروش الإمبراطورية العثمانية في أوروبا، حتى إذا تم لهما ما يريدان صارت كريت ومصر - بكل تأكيد - من نصيب فرنسا، وعندئذ تعرضت الهند لخطر الضياع وفقدتها بريطانيا، وفي وسع بونابرت على كل حال إذا امتنعت روسيا عن المضالعة معه في مشروعاته خلق المشكلات والمتاعب لتركيا بتحريض اليونانيين ضدها، أو تأييد علي باشا والي «يانينا» في عصيانه عليها، وعندئذ يتدخل بونابرت، إما لإخماد هذه الثورات أو لتأييدها، طالما أن مصر هي التعويض الذي يناله في الحالين مقابل هذا التدخل، واعتقد «نلسن» أن فرنسا إنما تحشد جيوشها في إيطاليا لإرسالها إلى المورة، ثم من هناك إلى مصر، أو لتحصل على الأخيرة في نظير تخليها عن الأولى؛ حيث إن الاستيلاء على مصر هو غرض بونابرت دائما، «ومن يعش يره»، كما قال «نلسن».
وقد شارك نسلن - بطبيعة الحال - السير «ألكسندر بول» في اعتقاده بأن بونابرت يعتزم إرسال حملة إلى الإسكندرية، وكتب إليه في 6 أكتوبر 1803: «إن الحالة في مصر لتدعو إلى الحزن والأسى، ولا أشك بتاتا في أن الفرنسيين قد أبرموا معاهدة مع المماليك ، أو أنهم قد عقدوا معاهدة حتى مع الأتراك، ولم أكتف بالكتابة إلى «أدنجتون»، بل بذلت جهدي حتى أغرس في ذهنه ضرورة الحيلولة دون ارتماء المماليك والأتراك في أحضان فرنسا.»
وهكذا ظل «نلسن» يفكر في أمر مصر أثناء قيامه بمراقبة عمليات الفرنسيين في إيطاليا، وسد الطريق على أسطول الأميرال الفرنسي «لاتوش تريفيل»
La Tounche-Treville
في ميناء طولون، وفي نوفمبر 1803 كتب إلى «دراموند» بالقسطنطينية يطلب منه تحذير السلطات العثمانية؛ لأنه من المحتمل أن يحدث بالرغم من يقظته هو وعنايته أن يفلت من مراقبته الأسطول الفرنسي، ويستطيع الوصول إلى مصر أو المورة، قبل أن يتمكن «نلسن» من مقابلته والالتحام معه، وفي 11 فبراير 1804 كتب إلى القبطان باشا يحذره من أنه سوف يجد نفسه؛ أي القبطان باشا قريبا مرغما على قتال الفرنسيين؛ لأن بونابرت الخائن الغادر سوف يعتدي لا محالة - إذا استطاع - على ممتلكات الإمبراطورية العثمانية، وكتب في الوقت نفسه إلى الصدر الأعظم: «إذا جمع الفرنسيون قواتهم البحرية بالمحيط بتلك الموجودة في طولون، فإن السلم القائم بين الباب العالي وبونابرت لن يجدي نفعا في منع الأخير من غزو المورة ومصر، ولا شك أن الصدر الأعظم وقد عرف الفرنسيين جيد المعرفة لا ينخدع بأقوالهم، فلسان بونابرت كلسان الأفعى الملساء الناعمة، ولن أدع شيئا لا أفعله لإحباط مشروعات هذا البلاء الذي نزل بالبشرية.» وحز في نفس «نلسن» أن حكومته على ما ظهر له لا تميل إلى الأخذ بنصائح «ألكسندر بول» لوضع حامية بريطانية أو أخرى تحت إشراف ضباط بريطانيين بالإسكندرية، وصار يرجو أن إذاعة مشروع «لبنتز»
Leibnitz
الذي اقترح فيه هذا العالم والفيلسوف الألماني على لويس الرابع عشر توجيه جيوشه صوب مصر، والذي عثر عليه عند احتلال الفرنسيين لهانوفر في مكتبتها في عام 1803 سوف يفتح أعين أوروبا، ولو أن هناك أناسا لا تزال أعينهم معصبة ولا يجسرون على فك الأربطة عنها، وفي 30 يونيو 1804 كتب إلى «هوبارت» أن باشا طرابلس قد وافق عند الضرورة وفي حالة ذهاب الفرنسيين إلى مصر (أي غزوهم لها) أن يحتل الإنجليز درنة، وهذه موقع هام جدا لمنع الفرنسيين من أن تكون لهم خطوط مواصلات مع مصر، وعندما استولى الفرنسيون على السفن اليونانية في ميناء ليفورنة بإيطاليا، قال «نلسن» إن غرضهم من ذلك استخدام هذه السفن؛ لنقل جنودهم إلى المورة وإلى مصر، ثم إنه اعتقد أن قسما من أسطول «غانتوم»
Ganteaume
ناپیژندل شوی مخ