266

مصباح الظلام

مصباح الظلام في الرد على من كذب الشيخ الإمام ونسبه إلى تكفير أهل الإيمان والإسلام

ایډیټر

عبد العزيز بن عبد الله بن إبراهيم الزير آل حمد

خپرندوی

وزارة الشؤن الإسلامية والأوقاف والدعوة والأرشاد

شمېره چاپونه

الأولى

د چاپ کال

١٤٢٤ - ٢٠٠٣ م

قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ﴾ [المائدة: ٣٥] [المائدة: ٣٥] .
والوسيلة: ما شرعه (١) ورضيه من الأعمال الصالحة، والأقوال (٢) وأين في شرعه أن يسأل العبد ربه بعبد من عبيده، مخلوق من خلقه؟
ومن قاس هذا على ما صح من التوسل بالأعمال الصالحة، فقد أبعد المرمى، ولم يعرف مناط الأحكام.
والتوسل صار مشتركا في عرف كثير، فبعض الناس يطلقه على قصد الصالحين ودعائهم وعبادتهم مع الله، وهذا هو المراد بالتوسل في عرف عباد القبور وأنصارهم، وهو عند الله ورسوله وعند أولي العلم من خلقه: الشرك الأكبر والكفر البواح، والأسماء لا تُغير الحقائق.
ويطلق أيضا: على مسألة الله بجاه الصالحين والأنبياء، وحقهم على الله.
ويطلق أيضا: في عرف السنة والقرآن وعرف أهل العلم بالله ودينه، على: التوسل والتقرب إلى الله بما شرعه من الإيمان به وتوحيده وتصديق رسله، وفعل ما شرعه من الأعمال الصالحة التي يحبها الرب ويرضاها، كما توسل أهل الغار الثلاثة بالبر والعفة وأداء الأمانة.
فإذا أطلق التوسل في كتاب الله وسنة رسوله وكلام أهل العلم من خلقه فهذا هو المراد، لا ما اصطلح عليه المشركون الجاهلون بحدود ما أنزل الله

(١) في (ق) و(م) و(المطبوعة) زيادة: " لله ".
(٢) في (ح) و(المطبوعة): "والأقوال الصالحة".

2 / 286