106 - 2 ثم الفتح المطلق (1) وهو تجلى الذات الأحدية والاستغراق في عين الجمع بفناء الرسوم الخلقية كلها، وهو المشار إليه بقوله تعالى: إذا جاء نصر الله والفتح (1 - النصر) وبها (2) أيضا يتحقق الفرق بين الخواطر الأربعة، وهى ما يرد على القلب بلا تعمل للعبد، وهى الالقاءات، أعني الخطابات والواردات (3).
107 - 2 والالقاء (4) اما صحيح أو فاسد لا ينبغي الوثوق به، والصحيح اما الهى رباني - وهو ما يتعلق بالعلوم والمعارف - أو ملكي روحاني - وهو الباعث على الطاعة من مفروض أو مندوب - وبالجملة كل ما فيه صلاح ويسمى الها ما، والفاسد اما نفساني - وهو ما فيه حظ النفس واستلذاذها ويسمى هاجسا - أو شيطانى - وهو ما يدعو إلى معصية الحق كما قال الله تعالى: الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء (268 - البقرة) ويسمى وسواسا - فمعيار الفرق ميزان الشرع، فما فيه قربة فهو من الأولين (5)، وما فيه كراهة شرعية فهو من الآخرين (6).
108 - 2 اما المباحات: فاما أقرب إلى مخالفة النفس وهداها: فهي من الأولين، أو إلى موافقة النفس وهواها: فهي من الأخيرين.
109 - 2 قال الشيخ قدس سره في النفحات: الالقاء الإلهي يعقب لذة عظيمة يستغرق جملة الانسان ويغنى أحيانا بعض أربابه عن الطعام والشراب مدة كثيرة، والالقاء
مخ ۵۰