أمن على قولي، ثم عاد يسألني: أظن لك إخوة وأخوات؟ - أخي قنصل بإيطاليا، وأختي زوجة لسفيرنا في الحبشة.
فتحرك شدقاه حركة راقصة ثم سألني: وأنت؟
كرهته في تلك اللحظة حتى وددت له الموت غرقا أو حرقا، ولكنني أجبت باستهانة: لا شيء. - ألا تزرع أرضك؟ - إنها مؤجرة كما تعلم ولكني أفكر في إنشاء عمل جديد.
كان يتابعنا سرحان البحيري - النزيل الثالث ووكيل حسابات شركة الإسكندرية للغزل - وكذلك المدام العجوز. وسألني سرحان: أي عمل؟ - لم أستقر على رأي بعد. - أليس الأضمن أن تبحث لك عن وظيفة؟
كرهته في تلك اللحظة هو الآخر. به لهجة ريفية خفيفة لصقت به كرائحة طعام في إناء لم يحسن غسله. وهو حيوان لا يسع مرفت أن تصمه بأنه غير متعلم أو غير مثقف. وإذا سولت له نفسه أن يسألني عن شهادتي فسأقذفه بقدح الشاي. ••• - من أين جاءك هذا الحماس للثورة؟ - هذا ما أعتقده يا عمي. - لا أصدقك. - بل صدقني بلا تردد.
ضحك ضحكة فاترة وقال: الظاهر أن اعتذار مرفت قد أطاح بعقلك.
فقلت باستياء: الزواج كان فكرة عابرة.
فقال باستياء أيضا: رحم الله والدك، أورثك عناده دون حكمته! •••
وكم أغراني الغيظ بالهجوم على الثورة ممثلة في شخص سرحان المنتفع بها بلا شك، ولكني لم أستسلم للتهور. وسألتني المدام العجوز: لم لا تحدثنا عن مشروعك؟ - لم أجده بعد. - إذن فأنت غني؟
ابتسمت بثقة دون أن أجيب فراحت تنظر إلي باهتمام. •••
ناپیژندل شوی مخ