نظرت إلى زهرة بإشفاق، أيقنت أن اللعبة قد انتهت، وأن الوغد قد ذهب بلا جزاء. وغضبت غضبة كغضبات الأيام المريرة ثم قلت لزهرة: إنه وغد لا يستحق أن تأسفي عليه!
ولما خلوت إلى طلبة قلت له: ليتها تقبل الزواج من محمود أبو العباس!
فقال لي بلهجة من يوقظ محدثه من غفلة: يا رجل ، أي محمود! ألم تدرك بعد أنها فقدت الشيء الذي لا يعوض؟
قطبت محتجا، وقد أخذت في الوقت نفسه، فقال ساخرا: أين عقلك أيها العجوز؟ .. وأين فطنتك؟ - ليست زهرة كالأخريات. - الله يرحمك!
وبقدر ما حنقت عليه بقدر ما اجتاحني الشك. وقلت لنفسي بحزن عميق: يا للخسارة!
وعاد طلبة يقول: المدام أول من نبهني، ولكني لم أكن في حاجة إلى تنبيه. - امرأة سوء! - إنها كما تعلم على استعداد دائما لحمايتها أو لاستغلالها.
فقلت بغيظ: لا هذا ولا ذاك، أقسم على ذلك.
وجاء لقاء العصر حزينا مؤثرا. رجتني ألا أذكرها بنصائحي القديمة وألا ألوم أو أعتب. تبرأت من ذلك كله وقلت إن عليها أن تواجه مستقبلها بشجاعة هي جديرة بها. - ترى هل يفتر حماسك للتعليم؟
فقالت بتصميم وبلا أدنى ابتهاج: سأجد مدرسة أخرى.
فهمست: وإن احتجت إلى أي مساعدة ...
ناپیژندل شوی مخ