قلت بحزن: حدث خطير لا تهضمه القرية. - لا أحد لها بعد جدها إلا شقيقتها الكبرى وزوجها. - وإذا عرفوا أنها هنا؟ - محتمل، ولكن ما يهم؟ - ألا تخشين ...؟ - ليست صغيرة، وما فعلت إلا أنني آويتها وأعطيت لها عملا شريفا.
ثم بإصرار: مسيو عامر، لن أتخلى عنها. •••
لن أتخلى عن واجبي ما دام في عرق ينبض، ولتفعل بنا القوة ما تشاء. •••
وراحت تعلمها وزهرة تتعلم بسرعة فائقة، وماريانا تقول بسرور: البنت مدهشة يا عامر بك، مدهشة، ذكية وقوية، من مرة واحدة تعرف المطلوب، أنا بختي عال.
وقالت لي في مرة أخرى: ما رأيك، خمسة جنيهات غير الأكل واللبس؟
أعلنت ارتياحي ثم قلت برجاء: لا تلبسيها بطريقة عصرية! - أتريدها أن تلبس كالفلاحات؟ - عزيزتي، البنت جميلة، فكري في الأمر. - أنا عيني مفتوحة دائما، والبنت طيبة يا مسيو عامر.
هكذا خطرت زهرة في فستان من الكستور فصل على جسمها الرشيق ليبرز محاسنه، ربما لأول مرة، بعد طول اختفاء تحت الجلباب الفضفاض المسترسل حتى الكعبين، ومشط شعرها جيدا بعد أن غسل بالجاز ثم فرق في وسط الدماغ ليجتمع في ضفيرتين انسابتا في امتلاء وراء الأذنين.
ورآها طلبة مرزوق فنظر إليها متفرسا ثم مال نحوي بعد ذهابها وهمس قائلا: سنشاهدها في الصيف القادم في الجنفواز أو مونت كارلو.
فقلت باستياء: فال الله ولا فالك يا شيخ!
ثم مر بها وهو في طريقه إلى الخارج فسألها مداعبا: هل فيك عرق أجنبي يا زهرة؟
ناپیژندل شوی مخ