195

مینا ون بارنهیلم

مينا فون بارنهلم

ژانرونه

الآنسة :

اكتم هذه الضحكة، يا تلهايم. أرجوك. إنها ضحكة فظيعة قوامها كره البشر. لا، لست بالرجل الذي يندم على فعل طيب لأن نتائج سيئة قد تبعته. لا، محال أن تندم لهذه النتائج السيئة. شهادة خالي، شهادة أولي الأمر جميعا عندنا.

فون تلهايم :

خالك، أولو الأمر عندك. ها، ها، ها.

الآنسة :

ضحكك يقتلني، يا تلهايم. إذا كنت تؤمن بالفضيلة والعناية الإلهية يا تلهايم فكف عن الضحك؛ فإني لم أسمع من قبل سبا ولعنا أفظع من ضحكك. دعنا نفترض أسوأ الظروف. إذا كان الناس هنا سينكرونك جميعا فلا يمكن أن ننكرك نحن يا تلهايم. وإذا كان لأولي الأمر عندنا أقل قدر من الإحساس بالشرف فأنا أعرف ما سيتعين عليهم فعله، ولكن هذه ليست مهارة مني. ما حاجتنا إلى هذا؟ قدر يا تلهايم أنك خسرت مبلغ الألفي بستولة في ليلة من الليالي الصاخبة. قدر أن ورقة «الولد» كانت بالنسبة لك ورقة خاسرة، وأن ورقة «البنت» (تشير إلى نفسها)

كانت لذلك رابحة، زاد ما أتت به من سعد على ما أضاعته الورقة الخاسرة. إن العناية الإلهية، إذا صدقتني، تحفظ الرجل الشريف من السوء، وكثيرا ما تدبر ذلك من قبل؛ فالعمل الذي خسرت به ألفي بستولة هو الذي جعلك تحصل علي؛ لأنك إن لم تكن قد عملته لما اشتقت لرؤياك والتعرف عليك. وأنت تعلم أنني أتيت بغير دعوة إلى أول حفلة اعتقدت أنك ستكون موجودا فيها، أتيت من أجلك، من أجلك أنت فقط. أتيت وقد عقدت النية على أن أحبك ، بل كنت أحبك فعلا. أتيت وقد عقدت النية على أن تكون لي، حتى لو وجدتك أسود البشرة قبيح المنظر كعطيل. وأنت لست أسود البشرة ولست قبيح المنظر ولا يحتمل أن تكون غيورا مثله. آه، ولكنك يا تلهايم تشبهه في كثير. أوه، يا لهؤلاء الرجال الأفظاظ الصارمين الذين يحدقون بعين جامدة في شيء واحد هو شبح الشرف، وتقسو قلوبهم في كل ما عدا ذلك من المشاعر. هات عينك هنا، انظر إلي، يا تلهايم (ينظر في هذه الأثناء في عمق وجمود بعين ثابتة إلى نقطة واحدة لا يتحول عنها) . فيم تفكيرك؟ ألا تسمعني؟

فون تلهايم (شاردا) :

بل أسمعك. لكن قولي لي يا آنستي: كيف دخل عطيل في خدمة البندقية؟ ألم يكن لعطيل وطن؟ لماذا أجر ذراعه ودمه لبلد أجنبي؟

الآنسة (فزعة) :

ناپیژندل شوی مخ