مینا ون بارنهیلم

مصطفی ماهر d. 1442 AH
192

مینا ون بارنهیلم

مينا فون بارنهلم

ژانرونه

لقد أمكن ذلك فعلا، حدث ما كان لا بد أن يحدث. لقد اقتنع الكبار بأن الجندي لا يفعل بدافع الميل إليهم إلا قليلا، وأنه لا يفعل بدافع الواجب إلا قليلا أيضا، أو ما يزيد عنه زيادة طفيفة، وأن الجندي إنما يفعل كل شيء من أجل الشرف وحده، فماذا يظنون أنهم يدينون به إليهم؟ لقد حول السلام في نظرهم الكثيرين من أمثالي إلى رجال يمكن التخلي عنهم، والحقيقة أنه ليس هناك إنسان يصح التخلي عنه.

الآنسة :

أنت تتكلم كلام رجل يرى أن الكبراء بالقياس إليه أناس يمكن صرف النظر عنهم، وهم لم يجسموا وقتا من الأوقات أوضح من الآن رأيك فيهم. كم أنا شاكرة لهؤلاء الكبراء صنيعهم إذا تخلوا عن رجل لم أكن لأتقاسمه معهم إلا كارهة. أنا الآن رئيستك يا تلهايم، ولا حاجة بك من الآن إلى رئيس آخر. وها قد وجدك محالا إلى الاستيداع، وتلك سعادة لم أكن أتصورها ولا في الأحلام، ولكنك لست محالا إلى الاستيداع فحسب .. أنت أكثر من هذا، فماذا تكون أكثر من هذا؟ مشوها؛ أنت قلت هذا؟ ولكن (وهي تتفحصه من فوق إلى تحت)

المشوه قائم سليم معافى، ويلوح للناظرين جيد الصحة قوي الجسم. عزيزي تلهايم، إن كان فقدك بعض أطرافك القوية يدفعك إلى التفكير في طرق الأبواب للتسول، فإنني أتنبأ لك بأنك لن تنال شيئا إلا من أقلها، لن تستجيب لك إلا أبواب البنات الطيبات القلب مثيلاتي.

فون تلهايم :

لا أسمع الآن إلا البنت الهازلة، يا مينا الحبيبة.

الآنسة :

وأنا لا أسمع في عبارتك المبكتة إلا مينا الحبيبة. لا أريد أن أتابع الهزل؛ فقد اهتديت الآن إلى فكرة، أنت في الحقيقة لا تزيد عن أن تكون مشوها صغيرا، أصابت رصاصة ذراعك اليمنى فشلتها شللا خفيفا، وأنا إذا فكرت في الأمر من نواحيه لم أجده سيئا على نحو ما يبدو، بل إن هذا الشلل سيجعلني في مأمن من لكماتك.

فون تلهايم :

يا آنسة!

ناپیژندل شوی مخ