ومن (¬1) جواب الشيخ العالم ناصر بن خميس الحمراشدي النزوي : ”وفي رجلين تبايعا تمرا في الظاهرة (¬2) ، والتمر في صحار (¬3) ولم ينظره المشتري عند الشراء ولا نقشه ولا وزنه ولا عرف عدد التمر كم هو ، إلا على ما قاله البائع ، واشترط البائع على المشتري أن يسافر بالتمر ؛ لأنه قاصد الحج فرضي المشتري بذلك ، فلما أن أراد البائع السفر نول (¬4) على التمر ، وسلم النول من عنده وكتب لصاحب التمر : تراني سلمت نول التمر من عندي وكل شيء بحسابه وصرنا شركاء ، فرضي أيضا بذلك المشتري فلما باع هذا التمر بثمن بخس أنكر الشركة ، وقال : أنا ما سلمت دراهمي إلا قرضا لكم ، فقال (¬5) المشتري : أنت أولى بتمرك مني ، أنا سلمت فيه دراهم وأنت مثلي ! وصرنا فيه شركاء ، وهذا البيع الأول فاسد لأجل الجهالة ، فما الحكم في ذلك ؟ أرأيت وهذا البائع يسلم نولا على نفسه جملة التمر ، أيكون (¬6) نوله كنول غيره لصاحب التمر أم لا ؟ وغير المشتري يجوز بعد أن بيع التمر بسبيل الجهالة ، ويثبت له غير أم لا ؟.
الجواب : وبالله التوفيق ، إن هذا البيع غير ثابت عندنا ويرجع كل واحد منهما إلى أصل ماله على هذه الصفة ، والله أعلم“ .
مسألة :
¬__________
(¬1) في "ب" : ومنه ومن .
(¬2) الظاهرة : إحدى مناطق عمان الخمس وهي المنطقة الوحيدة التي لها حدود مع دولة الإمارات المتحدة والمملكة العربية السعودية .
(¬3) صحار : إحدى ولايات منطقة الباطنة وهي مدينة ساحلية وتعبر حاضرة المنطقة ولها تاريخ عريق .
(¬4) نول : يقال : لقد تنول علينا فلان بشيء يسير أي أعطانا شيئا يسيرا . ر: ابن منظور ، لسان العرب 14/389 . وعند العمانيين يطلق خاصة على أجرة النقل أو الحمل من مكان لآخر .
(¬5) في "أ" : وقال .
(¬6) في "ب" : يكون .
مخ ۳۲