236

منهج الطالبین

منهج الطالبين

ژانرونه

فصل: ( (1) ) روي عن النبي (صلي الله عليه وسلم) أنه قال: إذا التبست عليكم الأمور كقطع الليل المظلم - فعليكم بالقرآن؛ فإنه شافع مشفع، وما حل مصدق، من جعله إمامه قاده إلى الجنة، ومن جعله خلفه ساقه إلى النار، وهو الدليل إلى خير سبيل، ظاهرة حكمة، وباطنه علم، ظاهرة أنيق، وباطنه عميق، له نجوم، وعلى نجومه نجوم، لا تفني عجائبه، ولا تبلي غرائبه، فيه منارات الحكمة، ودلالة على المحجة لمن عرف الصفة؛ فليولج العاقل نظره، ويعمق للصفة بصره، ينجو من عطب، ويسلم من سبب، كما يمشي المستيقن في الظلمات، لحسن التخليص، وقلة التربيص.

وفي الحديث: "من اتبع القرآن هجم به يوم القيام على روضة من رياض الجنة، ومن تبعه القرآن زج في قفاه؛ حتى يقذفه في النار" وفي رواية أخرى: "من نبذ القرآن" والزج في اللغة: الدفع، وكذلك الدع. هو الدفع، قال الله تعالي: " فذلك الذي يدع اليتيم ".

وفي ذكر القرآن أكثر من هذا، ولا يعلم ذلك إلا الله تعالي، ولا تحصي الكتب ما في القرآن من صنوف العلم، وما يعلم ذلك إلا الله عز وجل، وهو علام الغيوب.

القول الثاني والعشرون

في التوحيد، والدلالة على معرفة الله عز وجل

التوحيد من طريق اللغة هو معرفة الله تعالي؛ أنه واحد أحد، فرد صمد، لم يلد، ولم يولد، ولم يكن له كفوا أحد ... ليس له شبيه، ولا ضد، ولا ند. عالم سميع بصير حي قيوم لا تأخذه سنة، ولا نوم، لا إله إلا هو، عالم الغيب والشهادة، هو الرحمن الرحيم، الملك، القدوس، السلام، المؤمن، الميهمن، العزيز، الجبار، المتكبر، سبحان الله عما يشركون، ليس بجسم، ولا بعرض، ولا تحيط به الأقطار، ولا تراه الأبصار، وهو الله الواحد القهار، يوحد، ولا يبعض، يعرف، ولا يكيف، يحقق، ولا يمثل، عالم بما كان، بما هو كائن وبما لا يكون أن لو كان كيف كان يكون، تعالي عن التحديد، فعال لما يريد، ليس كمثله شيء، وهو السميع البصير.

فصل:

مخ ۲۳۹