وقيل في قوله تعالي: " حتى إذا بلغ أشده وبلغ أربعين سنة" فأشده: ثلاث وثلاثون، واستوي: أربعون سنة، " وجاءكم النذير" هو الشيب، أو لم ما يتذكر فيه من تذكر، وجاءكم النذير ستون سنة، وقيل: غير هذا.
وفي قوله تعالي:" ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات"فالظالم لنفسه: هو الذي يرتكب الذنوب، والمعاصي، ويتوب، ويطلب المعاش من أمور الدنيا، ومن وجوه الحلال.
والمقتصد: الذي لا يأتي شيئا من المعاصي إلا أنه يتعرض بالشيء من الدنيا لمعاشه، والسابقون بالخيرات: الزهاد، والعباد المنقطعون إلي الله الذين لا يتعرضون بشيء من المعاش من أمور الدنيا.
والأحبار: هم العلماء، والربانيون: هم فوق الأحبار في العلم، وهو اسم للعلماء.
وقوله تعالي:" يؤمنون بالجبت والطاغوت" فالجبت: حيي بن أخطب، والطاغوت: كعب بن الأشرف، وقيل: الجبت- كل معبود من دون الله، وقيل: إن الجبت: السحر، والطواغيت: الشياطين وقيل: الطاغوت: أصنام، والطواغيت من الجن، والإنس: شياطينهم، ويكون واحدا وجمعا.
وقال أبو المؤثر (رحمة الله) في قوله تعالي: " والضحى والليل إذا سجى"أي سكن.
فصل:
واختلف الناس في تأويل أوائل السور مثل: الم، المص، والمر، والر، وحم، حمعسق، ونحو هذا.
فقال قوم: هي أسماء للسور، وافتتاح لها، وقال قوم: أسماء للسور، وابتداء لمن يقرأها.
وقال قوم: ليس كذلك؛ لأن القرآن ليس فيه شيء لا معني له، وهذه الأسماء لمعان.
وقال بعضهم: إنها حروف، وإذا وصلت كانت هجاء لشيء يعرف معناه. ويروي عن عكرمة أنه قال: الم قسم.
مخ ۲۱۴