وقال تعالي: " ولا يحسبن الذين كفروا أنما نملي لهم خير لأنفسهم إنما نملي لهم ليزدادوا إثما ولهم عذاب مهين "، وقوله تعالي: " ولا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم زهرة الحياة الدنيا " لم يدع ذلك الكلام منقطعا من البيان؛ حتى قال: " لنفتنهم فيه ورزق ربك خير وأبقى " كما قال جل ذكره " ولا تعجبك أموالهم وأولادهم " لم يدع الكلام مرسلا؛ فيكون تأويله مشكلا حتى وصله بأن قال: " إنما يريد الله ليعذبهم بها في الحياة الدنيا " وكذلك كثير من الآيات يدل على هذه المعاني، والله تعالي يوفق على طاعته ومرضاته من يشاء من عباده ويهديهم إلى صراط مستقيم.
القول الحادي والعشرون
في تفسير شيء من القرآن، وذكره، وفضائله
قال الله تعالي: " وأضله الله على علم " على علم من الله ضلالته، ومعني الضلال هنا الهلاك.
وقال أبو معاوية (رحمه الله) في قوله تعالي: " بل يداه مبسوطتان " أي: رحمته، وعقوبته، وقوله: " والسموات مطويات بيمينه " أي: بقدرته، وقوله لموسى: " وفتناك فتونا " أي: ابتليناك ابتلاء، وقيل: واختبرناك اختبارا، ومعناها قريب.
وقوله تعالي: " ما قدروا الله حق قدره " أي: ما عرفوه حق معرفته، وقيل: ما عظموه حق عظمته.
وقوله: " الله نور السموات والأرض " المعني: به الهادي لمن في السموات والأرض.
وقوله: " وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا أو من وراء حجاب " قيل معني الحجاب، هو المنع عند رؤيته، وليس دونه حجاب يستره.
مخ ۲۰۸