ولقد قال ذر (رضي الله عنه): لقد تركنا رسول الله (صلي الله عليه وسلم)، وما يقلب طائر جناحه في السماء إلا وعندنا منه مسلم، فكيف نجهل تأويل السور، ومواضع الآي - أمة قد شهدت أول ذلك، وآخره؟.
وقد اختارهم الله جل ذكره؛ لصحبة نبيه (صلي الله عليه وسلم)، وليكونوا حجة بعده، كما قال جل ذكهر: (وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا).
وقد روي أصحاب الحديث: أن القرآن كان مفرقا؛ حتى جمعه أبو بكر الصديق (رضي الله عنه)، وروي آخرون أن الذي جمعه: عثمان بن عفان، وأنهم أخذوا آية من هاهنا وآية من هاهنا، وأن الرجل كان يجئ بالآية، ويسأل عنها الشهود ثم تكتب، وأن زيد بن ثابت لما أمره عثمان بن عفان: أن يكتب في المصحف فقد آيتين حتى وجدهما عند رجلين من الأنصار، وأن زيدا، وغيره من الصحابة تولوا تأليف السور والآيات.
وهذه أخبار مطعون عليها، ويقال أن الزنادقة دلسوا [وأضافوا] الزيادات، والأحاديث في أحاديث الأمة.
بل أن الدلالة قد قامت من طريق العقل؛ لأن السور كانت معروفة متولفة في زمان رسول الله (صلي الله عليه وسلم)، وأن القرآن كان ق فرغ من جمعه، وقد روي(1) عن النبي (صلي الله عليه وسلم)أنه قال لعبد الله بن مسعود: "أقر علي، فقال عبد الله بن مسعود: أقرأ وعليك أنزل؟ فقال: "إني أحب أن أسمعه من غيري" فقرأ سورة النساء... حتى بلغ: (فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا) استعبر رسول الله (صلي الله عليه وسلم) وكف عبدالله" .
مخ ۱۶۵