159

منهج الطالبین

منهج الطالبين

ژانرونه

وفي تكرير القصص(1) وقيل: مما يدل على الرد على من يدعي الزيادة والنقصان في القرآن، وأن النبي (صلي الله عليه وسلم) لم يجمعه، حتى جمعه أصحابه بعده.

فهو كتاب الله الذي لا يحتاج معه إلى غيره، قال الله جل ذكره: " وإنه لكتاب عزيز، لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد " وقال: " إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون " وقال: " سأصرف عن آياتي الذين يتكبرون في الأرض بغير الحق "، ونحو هذا في القرآن كثير، وفي هذا كفاية لمن هداه الله.

وأما ما حكي عن عبد الله بن مسعود: من الزيسادة، والنقصان - فإني لأعجب ممن يقبل من المسلمين قول من زعم أن رسول الله (صلي الله عليه وسلم): ترك القرآن الذي هو حجته على أمته، والذي تقوم به دعوته، والفرائض التي جاء بها من عند الله، ولم يجمعه، ولم يضمه، ولم يخطه، ولم يحصه، ولم يحكم الأمر في قراءته، وما يجوز من الاختلاف فيها، وما لا يجوز إعرابه، ومقداره، وتأليف سوره، وهذا لا يتوهم على رجل من عامة المسلمين؛ فكيف برسول الله (صلي الله عليه وسلم).

ومما يدل على خطأ من ذهب إلى ما ذكرنا - أن الله جل ذكره: أنزله على رسوله (صلي الله عليه وسلم) في ثلاث وعشرين سنة؛ كلما نزلت آية، أو سورة: قرأها على أصحابه، وفي صلاته، وفي كل سفر، أو حضر، و [في] جملة المهاجرين، وخيار الأنصار، والذين بلونهم في الأقدار.

فربما قرأها على العوام، وفي المواسم العظام، لأن فيه فرائضهم، وحلالهم، وحرامهم، ووعدهم، ووعيدهم، والاحتجاج عليهم، ولهم.

وكانوا أهل عناية وتعظيم له، وتحريض عليه: يدرسونها نهارهم، ويصلون به في ليلهم، ويتفقهون فيه، ويتفهمون معانيه، ويقرئ بعضهم بعضا في مسجد رسول الله (صلي الله عليه وسلم)، وفي غيره من مساجدهم، ومشاهدهم.

مخ ۱۶۲