وقال الفضل بن الحواري: اجتمع الأشياخ - بدما - في منزل، منهم: أبو زياد وسعيد بن محمد، ومحمد بن هاشم بن غيلان، ومحمد بن محبوب؛ وغيرهم من الأشياخ (رحمهم الله)، وتذاكروا في القرآن. فقال محمد بن محبوب: أنا أقول: إن القرآن مخلوق، فغضب محمد بن هاشم، وقال: أنا أخرج من عمان، ولا أقيم بها فظن محمد بن محبوب أنه يعني له، فقال: بل أنا أولي بالخروج من عمان؛ لأني فيها غريب، فخرج محمد بن هاشم بن غيلان من البيت، وهو يقول: ليت أني مت قبل اليوم، ثم تفرقوا.
ثم اجتمعوا بعد ذلك، فرجع محمد بن محبوب عن قوله !!، واجتمع من قولهم: أن الله خالق كل شيء، وما سوي الله مخلوق، وأن القرآن كلام الله، ووحيه، وكتابه، وتنزيله على محمد (صلي الله عليه وسلم)، وأمروا الإمام المهنا بالشد على من قال: إن القرآن مخلوق.
وقال الفضل بن الحواري: من قال: إن القرآن مخلوق، وله ولاية، ولا يبرأ ممن لا يقول بقوله، فلا تقطع ولايته.
فصل:
ومن كتب المغاربة(1): اختلف أهل هذه الدعوة المباركة في أمر لم يكن لهم الاختلاف فيه؛ لأن الذي دانوا به كله واحد: القرآن هو الإمام، واللغة معروفة.
اختلفوا في صفات الله تعالي فقال قوم: صفاته محدثة مخلوقة، وقال آخرون: بل لم يزل الله وله الأسماء الحسني، ولن يعدو ما اختلفوا فيه من أن ينفصل الحق من الباطل عند تقلب الأمور، وموازنة بعضها ببعض.
مخ ۱۵۰