183

============================================================

183 رع العبادات (حتاب اصرار الصوم ومهماته أحمد بن عبد الله الأصبهاني قال: حدثنا حبيب بن الحسن قال: حدثثا عمر ين حفص الشدوسي قال: حدثنا عاصم بن علي قال: حدثثا مهدي بن ميمون عن واصل مولى أبي غيينة عن لقيط عن أبي بردة عن أبي موسى قال: خرجنا غازين في البحر فبينما نحن والريح لنا طيبة والشراع لنا مرفوع سمعنا مناديا ينادي: يا أهل السفينة قفوا أخبركم. حتى والى بين سبعة أصوات، قال آبو موسى: فقمت على صدر السفينة فقلث: من أنت؟ ومن أين أنت؟ أو ماترى أين نحن وهل نستطيغ وقوفا؟! قال: فأجابني الصوت: ألا أخبركم بقضاء قضاه الله على نفسه؟ قال: قلث: بلى أخبرنا . قال: فإن الله قضى على نفسه أنه من عظش نفسه لله في يوم حار كان حقا على الله أن يرويه يوم القيامة . قال: فكان أبو موسى يتوخى ذلك اليوم الحار الشديد الحر الذي يكاد يتسلخ فيه الإنسان فيصومه(1) .

واعلم أن من أعظم فضائل الصوم إضافته إلى الله سبحانه حين قال: "الصوم لي" وكفى بهذه الإضافة شرفا، فإن البيت إنما شرف بإضافته إليه في قوله تعالى: وطهر بيتى} [الحج: 26] وإنما فضله لمعنيين: أحدهما: أنه سر وعمل بالباطن لا يراه الخلق ولا يدخله الرياء. والثاني: أنه قهر لعدو الله لأن وسيلة العدو الشهوات، وإنما تقوى الشهوات بالأكل والشرب، وما دامت أرض الشهوات مخصبة فالشياطين يترددون إلى ذلك المرعى.

الفصل الثاني في الواجبات واللوازم بالإفطار والسنن الظاهرة أما الواجبات الظاهرة، فستة(2): الأول: مراقبة أول شهر رمضان، وذلك لرؤية الهلال، ويحصل ذلك بقول عذل واحد، ولا يقبل في سائر الشهور إلا عذلان، فإن حال دون مطلعه غيم أو قتر ففيه ثلاث روايات عن الأمام أحمد رحمه الله؛ إحداهن: يجب صومه بنية رمضان.

(1) أخرجه أبو نعيم في الخلية 260/1.

(2) بعدها في الأصل: "أشياء".

مخ ۱۸۳