Minhaj Al-Talibin wa Bulugh Al-Raghibin
منهج الطالبين وبلاغ الراغبين
ژانرونه
وقد قال قائلون: إن الله تدركه الأبصار في الآخرة، وذلك مما هم فيه على الله كاذبون، والحجة عليهم في نفي ذلك عن الله تعالي: أن يقال لهم: أخبرونا عن الله جل جلاله عن نفسه أن تدركه الأبصار في الدنيا، والآخرة، فلا بد لهم من مجامعتنا على قلو: نعم. فنقول: إن عزة الله وجلاله دائمة غير زائلة في الدنيا والآخرة، وإن زعمتم أن العزة تذهب عن الله في الآخرة؛ فهذا مما تجهله القلوب، ومن قبل هذه الجهة، فقد فسد عليهم قولهم.
ومن قال: إن الله واحد غير أن له يمينا، فتأول قوله تعالي: " والسموات مطويات بيمينه" ؛ فإنا نقول إنهن مطويات بقدرته، وقولنا في قوله: " ما من دابة إلا هو آخذ بناصيتها " أي: قادر عليها يصرفها كما يشاء لا قابض عليها قبض مماسة، تعالي الله عن مماسة الأشياء.
فصل:
فإن قال لك قائل: بم تعرف الله؟ فقل: بما دلت عليه الأنبياء من الآيات والعلامات، وخلق الأرض، والسموات، والليل، والنهار، والشمس، والقمر، والنجوم، المسخرات، وما خلق الله من شيء، وهذا دليل على أن لهذه الأشياء مدبرا، ولا تشبهه بالأشياء.
وكذلك قالت الأنبياء: قال نوح: " ألم تروا كيف خلق الله سبع سموات طباقا، وجعل القمر فيهن نورا وجعل الشمس سراجا " .
وقال إبراهيم: " ربي الذي يحيي ويميت "، وقال " إن الله يأتي بالشمس من المشرق فأت بها من المغرب ".
وقال الرسل الذين لا يعلمهم إلا الله: " أفي الله شك فاطر السموات والأرض ".
وقال موسى: " ربنا الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى "، وقال لفرعون: " ربنا رب السموات والأرض ". وكذلك قال أصحاب الكهف.
مخ ۲۶۰