253

Minhaj Al-Talibin wa Bulugh Al-Raghibin

منهج الطالبين وبلاغ الراغبين

فإن سأل سائل عن الخالق ما هو؟ قيل له: قد أنزل الله جواب مسألتك، وهو ما حكي الله تعالي من قول إبراهيم خليل الله (عليه السلام): " وجهت وجهي للذي فطر السموات والأرض حنيفا وما أنا من المشركين " وما حكي عن موسى كليم الله (عليه صلوات الله) حين قال له فرعون: " وما رب العالمين "؟. قال: " قال رب السموات والأرض وما بينهما إن كنتم موقنين " وقال أيضا: " رب المشرق والمغرب وما بينهما إن كنتم تعقلون ". وما قال الفتية أصحاب الكهف " إذ قاموا فقالوا ربنا رب السموات والأرض لن ندعو من دونه إلها لقد قلنا إذا شططا".

فإذا سئلت عن ربك ما هو؟ فقل: هو الذي خلق السموات والأرض، وهو رب المشرق، والمغرب، وما أشبه هذا؛ لأن الله لا يشبه شيئا من الأشياء فيوصف به، ولا يحيط به العلم.

فصل:

وقيل: إن الحسن البصرى كان جالسا في حلقته، ويزيد الرقاشي مستقبله، والناس حولهما من قائم، وقاعد، فبينما هم كذلك؛ إذ دخل رجل في هيئة الأعراب، فقال للحسن: يا أبا سعيد. حدثني عن الرب تبارك وتعالي، أجالس هو على عرشه. فغضب الحسن، وتعير لونه، والحاضرون يشجعون السائل للاستفادة بالجواب، فلما رأي الرقاشي ذلك منهم قال للحسن: يا أبا سعيد، لقد علمت أنا قد لقينا صدر هذه الأمة، فكانوا يكرهون رد السائل عن اليسير من المسائل، فكيف ترد المتفحص عن الله تعالي؟ فإن كان عندك علم فهاته، وإلا فلين له البشر، والقول؛ فإن أفضل العلماء ألطفهم بالعباد، قال الله لنبيه (صلي الله عليه وسلم): "ولو كنت فظا غليظ القلب لا نفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر"، فأمر بالقرب واللين، فلك في رسول الله أسوة حسنة؛ فنكس الحسن رأسه، وعرف الإساءة على نفسه.

مخ ۲۵۶