Minhaj Al-Talibin wa Bulugh Al-Raghibin
منهج الطالبين وبلاغ الراغبين
ژانرونه
ومعني التوحيد: إثبات الوحدانية لله تعالي، ونفي ما سواه من إله، أو شريك، أو ولي، أو طاغوت؛ فكل ما يعبد ما سوي الله يجب نفيه، والكفر به، والتبرى منه، وقد بين النبي (صلي الله عليه وسلم) التوحيد، وفسره بقوله: "من وحد الله، وكفر بما يعبد من دون الله، فقد حرم ماله، ودمه، وحسابه على الله تعالي، ونبه الله على ذلك بقوله تعالي: " ذلك بأن الله هو الحق وأن ما يدعون من دونه الباطل "، وقال: " فذلكم الله ربكم الحق فماذا بعد الحق إلا الضلال ".
ويوجد عن أبي المؤثر (رحمه الله) أنه قال: من عرف أن الله واحد، ليس كمثله شيء، فقد عرفه تبارك وتعالي. فهذا أقل ما يكون به الإنسان موحدا.
والصحيح أنه لا يثبت التوحيد لأحد إلا بإثبات ثلاث كلمات، وهن:
الإيمان بالله أنه رب، وبمحمد أنه رسول، وأن ما جاء به حق من عند الله. فمن أتي بهذا. فهو موحد؛ ما لم يخطر بباله: أن الله تعالي جسم، أو ليس بجسم، أو محدود، أو ليس بمحدود، أو يري بالأبصار، أو يدرك بالحواس، أو غير ذلك؛ فإذا خطر له هذا، أو أشباهه، فقد وقع في البلية. وعليه أن يعلم أن الله ليس بجسم، ولا يشبه الأجسام، والأشياء من الخلق، وأنه ليس بمحدود ولا يدرك بالحواس، ولا يقاس بالناس؛ فإن شك في شيء من هذا، أو وصف الله تعالي بغير صفته فهو كافر هالك.
فصل:
ولا يكون العدول في التوحيد حجة دون العقل، وهم حجة مع العقل، فلا يجوز التقليد في جميع الديانات باتفاق الأمة، وهذا فيما يكون الحق في واحد، ومع واحد، وضاق على الناس خلافه، لأن الله سبحانه؛ إذا تعبد بشيء من ذلك نصب عليه الدليل.
وقد نهي عز وجل عن التقليد في ذلك، وذم من قلد فيه، كقوله تعالي: " إنا وجدنا آباءنا على أمة " وفي أمثالها من القرآن.
مخ ۲۴۹