============================================================
والقرآن منزل على رشول الله وهو في المضحف مكثوب، وآياث القرآن كلها في معنى الكلام مستوية في الفضسيلة والعظمة، إلا أن لبعضها فضيلة الذكر وفضيلة المذكور مثل اية الكرسي، لأن المذكور فيها جلال اللله وعظمته وصفته .....
ويملونهما على قرب رحمته بطاعته وبعد نحمته بمعصيته.
هذا، وبلسان أرباب العبارات وأصحاب الإشارات معنى القرب إلى الرب أن ترى نعمته وتشاهد منته في جميع حالاتك، وتغيب فيها عن رؤية أفعالك ومجاهداتك. وقد قال بعض العلماء في قوله تعالى: { ونحن أقر اليه من حبل الوريد} (ق: 16] إنه سبحانه وتعالى لفرط قربه منك لا تراه، اولغاية بعدك عنه لا ترى شيئا سواه، وهذا تمام لمن يطلب معرفة نعمة مولاه، ولا يصح الطلب إلا لمن خالف هواه : (والقرآن منزل) بالتشديد، أي نزل منجما (على رسول الله) صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم، أي في ثلاثة وعشرين عاما (وهو في المصحف)، آي في جنسه، وفي تسخة: في المصاحف (مكتوب)، أي مزبور ومسطور؛ وفيه إيماء إلى أن ما بين الدفتين كلام الله تعالى على ما هو المشهور.
(وآيات القرآن كلها)، أي جميعها (في معنى الكلام)، أي في مقام المرام سواء يكون في رحمة الله ومدح أوليائه أو في غضب الله وذم أعدائه الوسائر الأحكام المتعلقة بحكم ابتلائه (مستوية في الفضيلة)، أي في اللفظية (والعظمة)، أي المعنوية، (إلا أن ليعضها فضيلة الذكر)، أي باعتبار مبناها (وفضيلة المذكور)، أي باعتبار معناها (مثل آية الكرسي، لأن المذكور فيها جلال الله)، أي هيبته (وعظمته وصفته)، أي نعته
مخ ۳۰۷