291

============================================================

لا تفنيان أبدا،...

العادة كما خلق الكلام في الشجرة، أو يخلق فيها الفهم والقدرة على النطق. وأما القول بأنه يظهر في تلك الأعضاء أحواك تدل على صدور تلك الأعمال وتلك الأمارات تسمى شهادات كما يشهد هذا العالم بتغيرات أحواله على حدوثها كما قاله القونوي، فمردود بأنه موافق لمذهب المعتزلة مع أن حمل الاية على المجاز مع إمكان الحقيقة لا يجوز، على أنه مخالف لظاهر النص وهو قوله تعالى: ( قالوا أنطقنا الله الذى أنطق كل شى([فصلت: 21].

(لا تفنيان)(1)، أي ذواتهما وما فيهما من أهلهما (أبدا)، وفي ن سخة: ولا تموت الحور العين أبدا، ولا يفنى عقاب الله ولا ثوابه سرمدا.

وفي نسخة: ولا يفنى ثواب الله ولا عقابه سرمدا.

ال وقال الامام الأعظم رحمه الله في كتابه "الوصية": والجنة والنار (1) (لا تفنيان): خلقت الجنة والنار كما خلق البشر، كذلك فريق في الجنة وفريق في السعير، وقد كفر المسلمون جهم بن صفوان الذي زعم فناء الجنة والنار، وضلل اين تيمية بل كفره معاصره الإمام السبكي لزعمه فناء النار وتمسكه بأثار لا تصح، ورذ عليه بأكثر من رسالة منها: الاعتبار ببقاء الجنة والنار. ورد عليه الصنعاني اليماني محمد بن إسماعيل في رسالة: (رفع الأستار لابطال أدلة القائلين بفناء النار)، وقد نشرها ناصر الألباني، ولم ينف نسبة القول بفناء النار إلى ابن تيمية، ولعله تاب من ذلك القول آخر عمره، بإذن الله تعالى.

والشيخ محيي الدين بن عربي لا يقول بفناء النار على أهلها وهو يقول بخلود فرعون في النار. كما في (اليواقيت والجواهر) للشعراني 175/2- 182.

289

مخ ۲۹۱