============================================================
فلا يبقى إيماتا، بل الأعمال والعبادات إذا زادت يتقوى ايها الإيمان ويستنير، والمعاصي تضعفه حتى قد تنقله إلى الكفر والعياذ بالله، وأهل السنة متفقون على ان الأعمال شوط كمال في الإيمان، ومن قال جزء من الإيمان فعليه أن يذكر وأن يتبرأ من الخوارج المكفرين بالذنب والمعتزلة الذين يخرچون المذنب من الإيمان ويجعلونه في مرتبة بين الجنة والجنار. وقال الإمام النووي رحمه الله تعالى: مذهب جمهور أصحابنا المتكلمين وغيرهم آن نفس الإيمان لا يزيد ولا ينقص.
لأنه إن قبل الزيادة صار شكا وكفرا. وقالت طائقة أخرى من أصحابنا أن نفس الايمان لا يزيد ولا ينقص ولكن يزيد بمتعلقاته وثمراته، وعليه حملوا الآيات والأحاديث وكلام السلف. (فتاوى النووي تحقيق محمد التجار حفظه الله تعالى ص 303، وانظر إن شئت شرح الطحاوية للإمام كمال الدين البابرتي، وشرح الطحاوية للغنيمي والعيني على صحيح البخاري 122/1، وقول العلامة الكوثري في التأنيب ص 134 ، وكلام ابن بطال في فتح الباري 85/2، والله أعلم .
وقال أبو جعفر في بيان السنة والجماعة: الإيمان واحد، وأهله في أصله سواء، والتفاضل في الخشية والتقى ومخالفة الهوى وملازمة الاستقامة، قال الإمام العيني: قال بعضهم: إن الإيمان لا يقبل النقصان، لأنه لو تقص لا يبقى إيماتا، ل ولكن يقبل الزيادة، لقوله تعالى: وإذا ثليت عليهم مايكته زادتهم إيمانا) (الأنفال: 2]. وعلل توقف ذلك عن القول بنقصان الإيمان بأن الإيمان هو التصديق، وهذا لا يجوز أن ينقص، لأنه إذا نقص صار شكا، وخرج عنه اسم الإيمان. (العيني علي البخاري) .
أما زيادة الايمان في جانب: . .. إنما يتصور عند زيادة المؤمن به، وذلك يقتضي أنه باتقضاء فترة الوحي إلا فيمن آمن إجمالا ثم على التفصيل أو عند اعتبار تفاوت ايمان المؤمن تيقنا وتشككا. (انظر تأنيب الخطيب ص 134) .
156
مخ ۲۵۸