234

============================================================

ولا نقول: إن حسناتنا مقبولة، وسيئاتنا مغفورة كقول المزجثة وللكن نقول: المسألة مبينة مفصلة: من عمل حسنة بشرائطها خالية عن العيوب المفسدة والمعاني المبطلة ولم يبطلها حتى خرج من....

(ولا نقول: ان حسناتنا مقبولة)، أي مبرورة، (وسيئاتنا مغفورة)، أي البتة، (كقول المرجئة) بالهمز والياء، (ولكن نقول)، أي بل نعتقد: (المسألة مبينة مفصلة) كما أوضحه بقوله: (من عمل حسنة بشرائطها)، أي بجميع شرائطها كما في تسخة: أي واقعة بجميع مصححاتها في الابتداء (خالية عن العيوب المفسدة)، أي الظاهرية (والمعاني المبطلة)، أي الباطنية في الانتهاء كالكفر والعجب والرياء لقوله تعالى: ومن يكفر بالإيمن فقدحيط عمله [المائدة : 5)، وقوله تعالى : { يكأيها الذينء امنوالا يبطلوأ صد قلتلم بالمن وألأذى كالذى ينفق ماله ركله الناس) الاية [البقرة:2264 .

ال وأما قول الشارح وكالأخلاق السيئة وغيرها من المعصية فغير جار على مذهب أهل السنة والجماعة، بل مبني على قواعد المعتزلة، ثم ما ورد من نحو قوله عليه الصلاة والسلام : "الحسد ياكل الحسنات كما تأكل النار الحطب"(1) ، فمؤول بأن الحسد غالبا يحمل الحاسد على ارتكاب سيئات بالتسبة إلى المحسود، فيغطى له من حسنات يعملها الحاسد في اليوم الموعود.

(ولم يبطلها) تاكيدا لما قبلها وتأييد لتعلق ما بعدها (حتى خرج من (1) (الحسد يأكل الحسنات). أخرجه ابن ماجه عن أنس برقم (4210). قال الحافظ العراقي: سنده ضعيف، وقال البخاري: لا يصح. لكته في تاريخ بغداد بسند حسن. اه. انظر: فيض القدير 413/3 .

مخ ۲۳۴