209

============================================================

غابرين على الحق، ومع الحق، كما كاثوا نتولاهم جميعا.......

الأعلام، فإن عبد الله بن سبأ لما أظهر الإسلام أراد أن يفسد دين الإسلام بمكره وخبثه - كما فعل بولس بدين النصارى - فأظهر التنسك ثم أظهر الأمر بالمعروف والتهي عن المنكر حتى سعى في فتنة عثمان وقتله، ثم لما قدم على الكوفة أظهر الغلو في علي والنص عليه ليتمكن بذلك من اعتراضه، وبلغ ذلك عليا فطلب قتله فهرب منه إلى قرقيسا، وخبره معروف في التاريخ. وثبت عن علي رضي الله عنه أن من فضله على أبي بكر وعمر جلده جلد المفتري(1).

(غابرين على الحق) وزيد في نسخة (ومع الحق)، أي باقين عليه، ل ومعه دائمين (كما كانوا) في الماضي من غير تغير حالهم ونقصان في كمالهم.

وفيه رذ على الروافض حيث يقولون في حق الثلاثة: إنهم تغيروا عما كانوا عليه في زمنه صلى الله تعالى عليه وعلى اله وسلم حيث نزل في حقهم الايات الدالة على فضائلهم وورد في شأنهم الأحاديث المشعرة عن حسن شمائلهم. وعلى الخوارج حيث يقولون بكفر علي ومن تابعه، وكفر معاوية ومن شايعه، حيث ارتكبوا قتل المؤمن، وهو عندهم كبيرة مخرجة عن حد الإيمان.

(نتولاهم)، أي نحبهم (جميعا)، أي ولا نسب منهم أحدا، لقوله (1) من قضله على أبي بكر. قال علي رضي الله عنه: ما من أحد يفضلتي على ابي بكر وعمر إلا جلدته حد المفتري. إتحاف ذوي النجابة ص 16.

مخ ۲۰۹