============================================================
ولم يخبز أحدا من خلقه على الكفر وعلى الإيمان،....
كل ما لا يدركه العقل لا يجوز القول به لما عرف من أصلهم من تقديم العقل على النقل، ثم الاية تدل على أن الله تعالى خلق الأرواح مع الأجساد أو قبلها وهو الصحيح لخبر: "إن الله تعالى خلق الأرواح(1) قبل الأجساد بخمسمائة ألف سنة"، وأن الخطاب والجواب كان للأرواح والأجساد كما يبعثون بهما في الميعاد.
(ولم يجبر) بضم الياء وكسر الباء: أي لم يقهر الله (أحدا من خلقه على الكفر وعلى الإيمان)، وفي نسخة: ولا على الإيمان؛ والمعنى أن الله تعالى لا يخلق الطاعة والمعصية في قلب العبد بطريق الجبر والغلبة، بل يخلقهما في قلبه مقرونا باختيار العبد وكسبه، فإن المكره على عمل هو الذي إذا عمل ذلك العمل يكرهه في الأصل، وكان المختار عنده أن لا يعمله فإنه عنده كالزلل، كالمؤمن إذا أكره على إجراء كلمة الكفر فأجراها بظاهر البيان وقلبه مطمئن بالإيمان، وكالمنافق حيث يجري الإيمان على اللسان وقلبه مشحون بالكفر، فليس الكافر في كفره معذورا، ولا المؤمن في إيمانه مجبورا، بل الإيمان محبوب للمؤمنين، كما أن الكفر مطلوب للكافرين، وهذا معنى قوله تعالى: ({ كل حزب بما لدئهم فرحون) [المؤمنون: 53] .
غاية الأمر أن الله تعالى بفضله حبب إلينا الإيمان وزين في قلوبنا (1) (إن الله خلق الأرواح)، موضوع، أخرجه الديلمي في مسند الفردوس 2937، وقال ابن الجوزي موضوع 401/1، وابن عراق في تنزيه الشريعة 368/1، وانظر منازل الأرواح، للعلامة الكافيجي ص 23.
مخ ۱۵۳