147

============================================================

ثم خاطبهم وأمرهم ونهاهنم، فكحفر من كفر بفغله وإنكاره وجحوده الحق بخذلان اللله تعالى إياه، وآمن من آمن بفغله وإقراره وتضديقه بتوفيق اللله تعالى إياه ونصرته له......

جعلهم قابلين لان يقع منهم العصيان والإحسان كما قال الله تعالى: { هو الذى خلقكر فينكر كافر ومنكر مؤمن} [التغابن: 2]، أي في عالم الظهور اوالبيان (ثم خاطبهم)، أي في وقت التكليف بالعبادة على لسان أرباب الرسالة وأصحاب السعادة (وأمرهم)، أي بالإيمان والطاعة (ونهاهم)، أي عن الكفر والمعصية.

(فكفر من كفر بفعله)، أي باختياره (وانكاره)، أي مع جهله واصراره (وجحوده)، أي مع عناده واستكباره [على الحق، (بخذلان الله تعالى)، آي بترك نصرته سبحانه (اياها، وعدم توفيقه لما يرضاه، وهو مقتضى عدله كما قال الله تعالى: { إن الله لا يظلم الناس شيئا ولنكن الناس أنفسهم يظلمون) [يونس:44] .

(وآمن من آمن بفعله)، أي بانقياده وإذعاته (وإقراره)، أي بلسانه (وتصديقه)، أي بجنانه على وفق آمر الله ومراده (بتوفيق الله تعالى إياه الونصرته له)، أي فيما قدره وقضاه بمقتضى فضله كما قال الله تعالى: إب الله لذوفضلي على الناس ولكن اكترهم لا يشكرون) [يونس : 60] .

وهذا لا ينافي كونهما كافرا ومؤمنا في علم الله تعالى بحديث: لخلقت هؤلاء للجنة(1) ولا أبالي، وخلقت هؤلاء للنار ولا أبالي"، وحديث: "فرغ (1) (خلقت هؤلاء للجنة) الموطا، قدر2، أحمد وأبو داود من طريق مالك به، والترمذي، وحسنه، ولفظ الموطأ (أن الله تعالى خلق ادم ثم مسح على ظهره * 145

مخ ۱۴۷