============================================================
قوله تعالى: ( وأنا لا ندرى أشر أريد يمن فى الأرض أر أراد بهم رهم رشدا) [الجن: 10].
فإن قيل: كيف وجه الجمع بين قوله تعالى: قل كل من عند الله)، وبين قوله تعالى: تين نفياة؟
أجيب: بأن الخصب والجدب والتصرة والهزيمة كلها من عند الله: وما أصابك من سيتو}، أي محنة وبلية فبذتب نفسك عقوبة لك وكفارة لك كما قال الله تعالى: { وما أصلبكم من مصيبة فيما كسبت أيديكر ويعفوا عن كثير) [الشورى: 30]، وهذا على المعنى الأول الذي هو المعول.
ال وأما على المعنى الثاني، فالطاعة تنسب إلى الله تعالى لأنها محض خير، ل والسيئة لا تنسب إلى الله تأدبا لكونها في صورة شر، والكل من عند الله خلقا، فخلق الطاعة فضل وخلق المعصية عدل: { لا يتغل عما يفعل وهم يتتلو [الأنبياء: 23].
ثم في قوله: تين نفسلق} من الفوائد أن العبد لا يطمئن إلى نفسه ل ولا يسكن إليها، فإن الشر كامن فيها لا يجيء إلا منها، ولا يشتغل بكلام الناس ولا ذمهم إذا أساؤوا إليه، فإن ذلك من السيئات التي أصابته، وهي إنما أصابته بذنوبه، فيرجع إلى الله ويستعيذ بالله من شر نفسه وسيئات عمله، ويسأل الله أن يعينه على طاعته، قبذلك يحصل له كل خير ويندفع عنه كل شر، ولهذا كان أنفع الدعاء طلب الهداية، فإنها الإعانة على الطاعة وترك المعصية.
هذا، وقد قيل: كل عام يخص كما خص قوله تعالى: ( والله علك
مخ ۱۴۴