============================================================
والمشيئة صفاته في الأزل بلا كيف،.....
تعالى على ما ذهب إليه أهل السنة والجماعة)، فمدفوع بأن الكفر مقضي لا قضاء، والرضى إنما يجب بالقضاء دون المقضي: وتوضيحه: أن الكفر له نسبة إليه سبحانه، وهي كونه خلقه على مقتضى حكمته ولا اعتراض على مشيئته، فإنه مالك الملك يتصرف فيه كيف يشاء، لا يتضرر بشيء كما لا ينتفع به؛ وله نسبة آخرى إلى المكلف، وهي وقوعه صفة له بكسبه واختياره، والاعتراض واقع عليه في فعله، لأنه أسخط مولاه واستحق العقوبة الدائمة في عقباه، هذا ومن رضي بكفر نفسه فقد كفر اتفاقا، ومن رضي بكفر غيره ففيه اختلاف المشايخ، والأصح أنه لا يكفر بالرضا بكفر الغير إن كان لا يحب الكفر، ال ولكن يتمنى آن يسلب الله عنه الايمان حتى ينتقم منه على ظلمه وإيذائه، كذا في التاتارخانية، ويؤيده قوله تعالى حكاية عن موسى: ربنا أطيش علك أمولهة وأشدد على قلو بهر فلا يؤمثوا حتى يرؤا العداب الأليم) [يونس: 88].
(والمشيئة)، أي الإرادة المتعلقة بها (صفاته في الأزل بلا كيف)، أي بلا وصف لذلك العمل. والمعنى: أن هذه الثلاث المذكورة صفات في الأزل ثابتة بالكتاب والسنة، إلا أنها متشابهة الصفة مجهولة الكيفية كسائر صفاته العلية حيث حقيقتها خفية عن البرية، فيجب على المؤمن أن يؤمن بها ويعتقد آن موجب العقل باطل في وصفها، إذ ليس من مجرد شانه أن يدركها، وكذلك يقول كل راسخ في العلم عند حكمها.
قال شمس الأئمة رحمه الله: وهذا لأن المؤمنين فريقان: مبتلى
مخ ۱۳۶