عن اسمها ، فقال على حد تعبير الراوي : ما كنت لأسبق خالقها في اسمها ، فهبط عليه الأمين جبرائيل وقال له : ان الله قد اختار لها اسم زينب ، وأخبره كما يدعي الراوي بما يجري عليها من المصائب فبكى النبي صلى الله عليه وآله وقال : من بكى لمصاب هذه كان كمن بكى لمصاب أخويها الحسن والحسين.
وكانت تكنى كما يدعي الشيخ فرج القطيفي في كتابه المرقد الزينبي بأم كلثوم وأم الحسن ، وتلقب بالصديقة الصغرى وعقيلة بني هاشم على لسان جماعة وعلى لسان آخرين عقيلة الطالبيين الى غير ذلك من الصفات الفاضلة التي تغلب على الاسم احيانا.
لقد ولدت الحوراء زينب في بيت لا شيء فيه من متع الدنيا ولهوها وزخرفها ورأت النور في ذلك البيت الطاهر الذي ضم أباها سيد الوصيين وأمها سيدة نساء العالمين وأخويها ريحاتني رسول رب العالمين.
ولدت في بيت كان النبي لا يشغله عنه شاغل ولا ينساه في ليله ونهاره وكلما دخله يقبل من فيه من أحفاده ويشمهما ويبتسم لهما وينعم فيه بالسكينة والاطمئنان ، في ذلك البيت ولدت الحوراء ورضعت من ثدي الطهر والفضيلة بضعة الرسول الاعظم ودرجت مع اخويها سيدي شباب اهل الجنة وأخذت العلم عن ابيها باب مدينة العلم ورأت جدها الرسول ممثلا في امها فاطمة بجميع صفاته ومزاياه ، وحينما فقدت امها في السنة السادسة من عمرها قالت : يا أبتاه يا رسول الله الان فقدناك فقدا لا لقاء بعده ، وهي تعني بذلك انها بفقد امها التي كانت تجسد أباها قد فقدت جدها ايضا.
لقد انعكست صفات الزهراء سيدة نساء العالمين ومزاياها في نفس ابنتها عقيلة بني هاشم وظهرت واضحة جلية في زهدها وعبادتها وصبرها في الشدائد ، وقال من تحدث عنها من الرواة : انها لم تدخر شيئا من
مخ ۸۵