اهل الكوفة لخذلانهم اباه ويزيد بن معاوية وجميع من اشترك في قتاله ويقول : أبعد الحسين نطمئن إلى هؤلاء القوم ونصدق لهم قولا ، اما والله لقد قتلوه طويلا بالليل قيامه كثيرا بالنهار صيامه أحق بما هم فيه منهم وأولى في الدين والفضل.
لقد استغل ابن الزبير مصرع الحسين وراح يندبه ويتباكى عليه في حين لم يكن في العالم الإسلامي احد أثقل عليه من الحسين عليه السلام ولم يكن معاوية ويزيد ابنه أشد عداء للبيت العلوي من ابن الزبير وكان ذلك معروفا لدى عامة المسلمين لان مواقفه من امير المؤمنين وتحريضه عليه في البصرة وسواها لا تزال ماثلة لهم وبالإضافة إلى ذلك فلقد اشترك هو وطلحة في التغرير بعائشة وأخرجاها من البيت الذي أمرها الله ان تقر فيه الى البصرة لتقود المعركة ، وقد قال فيه وفي ابيه امير المؤمنين : ما زال الزبير منا اهل البيت حتى خرج ولده عبدالله ، وكان وجود الحسين في مكة حائلا بينه وبين الاتصال بالناس وقال له ابن عباس بعد ان يئس من اقناع الحسين بعدم التوجه الى العراق : قرت عينك يا ابن الزبير بخروج الحسين إلى العراق.
لقد أقر الحسين عين الزبير وهيأ له بخروجه من مكة المناخ المناسب لغرس أطماعه ولم يبق على الساحة غيره فالتف حوله المكيون وغيرهم وبخاصة بعد تلك المجزرة التي ادمت قلوبهم وألهبت مشاعرهم وأصبحوا يدركون ان الاخطار باتت تهددهم وتطاردهم من كل جانب ومكان.
لقد كان موقف ابن الزبير من مصرع الحسين عليه السلام اشبه ما يكون بموقف معاوية من مصرع عثمان بن عفان وهما كما يبدو من تاريخهما من معدن واحد في الدجل والنفاق والاجرام واستعمال الدين غشاء للتضليل والتمويه عندما تدعو الحاجة ، لقد كان بن هند يتمنى ان يقتل عثمان خلال ثورة المهاجرين والأنصار عليه ويعمل بكل ما لديه من وسائل الاجرام من اجل ذلك ليتخذ من قتله اداة للتشنيع على علي عليه السلام
مخ ۸۱