لقد هال الناس هذا الحادث الجلل حتى الامويين انفسهم فأقض المضاجع وأذهل العقول وارتسم في الاذهان حتى اصبح الشغل الشاغل للجماهير وحديث النوادي ومسرحا خصبا للتخيلات وادعى الناس في المدينة غيرها ان الجن كانت تنوح على الحسين وانهم سمعوا هاتفا يقول كما جاء في الطبري وابن الاثير :
ايها القاتلون جهلا حسينا
ابشروا بالعذاب والتنكيل
وراحوا يتصورون لمدة شهرين او اكثر كأن الحيطان ملطخة بالدماء ساعة تطلع الشمس حتى ترتفع كما نص على ذلك الطبري في تاريخه.
ورووا عن النوار زوجة خولي بن يزيد الاصبحي انها قالت لزوجها ليلة دخل الكوفة برأس الحسين وأدخله عليها : لقد جاء الناس بالذهب والفضة وجئتني برأس الحسين ، وكان قد وضعه تحت اجانة في صحن الدار فقامت من فراشها غضبى وخرجت الى الدار فرأت نورا يسطع مثل العمود من السماء إلى الاجانة وطيورا بيضاء تتهاوى من السماء وترفرف حولها.
كما استغل الشعراء هذا الحادث المفجع فرووا حوله شتى الاحاديث وصاغوها بألوان شعرية دامية يصدرها قلب مكلوم ثائر حزين يدعو الى الثورة العارمة بعنف وصرامة ويسجل تلك الاحزان العلوية بأسف ولوعة مناديا يا لثارات الحسين وغلبت على الأدب الشيعي والشعر الشيعي وبخاصة العراقي منه هذه النزعة الحزينة الباكية ، وغدوا امام ادب تبعثه عاطفتان بارزتان عاطفة الحزن وعاطفة الغضب تصدره الأولى حزينا باكيا وتبعثه الثانية قويا ثائرا ومن هذه النماذج التي حفظها لنا تاريخ تلك
مخ ۷۸