الامارة ليضمها مجلس ابن مرجانة فتجلس متنكرة مطرقة يحف بها موكب النسوة في ذلك المجلس الذميم وهو ينظر اليها ببسمة الشامت المنتصر ويسأل من هذه المتنكرة فلا ترد عليه احتقارا وازدراء لشأنه ، وأعاد السؤال ثانيا وثالثا فأجابته بعض امائها : هذه زينب ابنة علي ، فانطلق عند ذلك بكلمات تنم عن لؤمه وحقده وخسته قائلا : الحمد لله الذي فضحكم وأكذب أحدوثتكم ، فردت عليه غير هيابة لسلطانه ولا لجبروته قائلة : الحمد لله الذي اكرمنا بنبيه وطهرنا من الرجس انما يفتضح الفاسق ويكذب الفاجر وهو غيرنا ثكلتك امك يا بن مرجانة.
فقال لها وقد استبد به الحقد والغضب : كيف رأيت صنع الله بأخيك وأهل بيتك؟ قالت : ما رأيت إلا جميلا ، اولئك قوم كتب الله عليهم القتل فبرزوا إلى مضاجعهم وسيجمع الله بينك وبينهم وتختصمون عنده وستعلم لمن الفلج ثكلتك امك يا بن مرجانة.
ويأبى له حقده وصلفه الا ان يتناول قضيبا كان الى جانبه ليضربها به ، ولكن عمرو بن حريث احد جلاوزته نظر الى الوجوه قد تغيرت على ابن مرجانة وايقن ان عملا من هذا النوع سيلهب المشاعر لا سيما وان النفوس قد اصبحت مشحونة بالحقد والكراهية ومهيأة للإنفجار بين الحين والآخر لما حل بالحسين وبنيه وأصحابه فحال بين ابن مرجانة وما اراد فرمى القضيب من يده وعاد يخاطبها بلغة الشامت الحاقد ويقول لها : لقد شفى الله قلبي من طاغيتك الحسين والعتاة المردة من اهل بيتك ، فبكت عند ذلك وقالت : لعمري لقد قتلت كهلي وقطعت فرعي واجتثثت اصلي فان يكن في ذلك شفاؤك فقد اشتفيت.
ثم يأتيه البريد بكتاب يزيد يأمره ان يحمل السبايا والرؤوس والاطفال الى قصر الخضراء في دمشق عاصمة الجلادين ، ويسير الحداة بموكب السبايا الى حيث ابن ميسون في اعتساف وارهاق في الليل
مخ ۶۸