بقوتها المادية تنتصر عليهم بقوة السلاح وكثرة الرجال.
ان سبيلنا الوحيد هو بين أيدينا ورهن ارادتنا وهو ان نكون وحدنا الثورة ومن غير المعقول ان نتغلب بهؤلاء السبعين على ألوفهم ونهزم بهم سبعين الفا من رجالهم ولكن باستطاعتنا ان نقلب الدنيا على رؤوسهم إذا ضحينا وقتلنا في سبيل الإسلام ورسالته.
وكان الحسين عليه السلام وهو يلقي كلماته هذه على ولده علي الأكبر ابن العشرين وأشبه الناس بجده الرسول الأمين خلقا وخلقا يريد ان يسمع رأي ولده الأكبر ولم ينتظر الإمام طويلا حتى سمع جواب الشاب الذي بادره بقوله : يا أبتاه لا أراك الله سوء أولسنا على الحق ، هذا هو القول الفصل عند علي بن أبي طالب وأبنائه شيوخا وشبابا والقرار الأول والأخير انهم يسعون إلى الحق ويعملون من اجله ويحاربون الباطل وحيث يكون الحق فهو هدفهم وغايتهم مهما كلفهم ذلك من جهود وتضحيات.
أولسنا على الحق يا أبتاه؟ هكذا كان جواب الأكبر ابن العشرين لابيه ، وكان رد الحسين عليه السلام : بلى والذي إليه مرجع العباد ، ورد عليه ولده بقوله : اذن لا نبالي بالموت ما دمنا نموت محقين.
ان الحسين عليه السلام لم يكن ينتظر من ولده غير هذا الجواب ولكنه لم يتمالك إلا ان يزهو بمثل هذه الروح التي يحملها شاب في مطلع شبابه فرد عليه قائلا : جزاك الله من ولد خير ما جزي ولدا عن والده.
ان علي الأكبر بكلماته هذه لم يكن يعبر عن نفسه وروحه خاصة بل كان يتكلم باسم الشباب العشرين من أحفاد ابي طالب وكان يعلن قرارهم الاخير الذي هاجروا من المدينة لاجله وكان في طليعة اولئك الشباب العشرين العباس بن علي اكبرهم سنا وكان الحسين يحبه حب الأخ لأخيه والوالد لولده الوحيد وللعباس من المؤهلات والصفات الفاضلة ما جعله
مخ ۵۶