يعلن عن موقفه من يزيد وحكومته وعن تصميمه على الثورة مهما كانت التضحيات وقد أصبح وجها لوجه أمام دوره التاريخي الذي يتحتم عليه أن يصنعه فوثب عند ذلك ليعلن عما ينطوي عليه بكل ما في الصراحة من معنى فقال له : ويلي عليك يا ابن الزرقاء انت تأمر بضرب عنقي كذبت ولؤمت ، ثم اقبل على الوليد وقال : أيها الأمير انا أهل بيت النبوة ومعدن الرسالة ومختلف الملائكة بنا فتح الله وبنا ختم ويزيد فاسق فأجر شارب المخمور وقاتل للنفوس المحترمة ومستحل لجميع الحرمات ومثلي لا يبايع مثله.
وجاء في مثير الأحزان لإبن نما ان الوليد بتحريض من مروان رد على الحسين بأسلوب يتسم بالحجة والغلظة فهجم من كان مع الحسين من اخوته ومواليه وبيدهم الخناجر وأخرجوه من المنزل ، فقال له مروان : لقد عصيتني والله لا يمكنك من مثلها ابدا ، فرد عليه الوليد بقوله كما جاء في رواية الطبري : ويح غيرك يا مروان لقد اخترت لي ما فيه هلاك ديني أقتل حسينا ان قال لا أبايع يزيدا والله أن امرءا يحاسب بدم الحسين لخفيف الميزان يوم القيامة لا ينظر الله إليه ولا يزكيه وله عذاب اليم.
واضاف إلى ذلك ابن عساكر في تاريخه ان أسماء بنت عبد الرحمن بن الحارث زوجة الوليد انكرت عليه ما جرى منه مع الحسين عليه السلام فأجابها بأنه كان هو البادئ بالشتم والسب ، فقالت له : أتسبه وتسب أباه أن سبك ، فقال لها لا أعود لذلك ابدا.
لقد اعلن الحسين ثورته على يزيد ودولته بتلك الكلمات التي وجهها إلى الوليد بن عقبة المكلف بتوطيد حكمه في الحجاز وفي مدينة الرسول بالذات ولم يكن الوالي يحسب أن الحسين سيعلنها في مجلسه بتلك الصراحة وفي المجلس من هم أشد عداء لمحمد وآل محمد ورسالة محمد
مخ ۲۵