له نقله تر ابداع پورې
من النقل إلى الإبداع (المجلد الثاني التحول): (٢) التأليف: تمثل الوافد - تمثل الوافد قبل تنظير الموروث - تمثل الوافد بعد تنظير الموروث
ژانرونه
وقد ضم ابن سينا العبرانيين مع العرب على أنهما شعبا الوحي. وقد يكون ذلك نقدا مبطنا لعلم الكلام، أنه صعب على الجمهور، وكما عبر الغزالي في «إلجام العوام عن علم الكلام».
9
ولو كلف الله رسولا إلقاء حقائق الأمور للعامة وللجمهور الغليظ الطباع المرتبط بالحس من أجل إدخال الإيمان في قلوبهم ورياضة نفوسهم، لكلفه ما لا يطيقه إلا أن يدركه بخاصة إلهية وإلهام سماوي. حينئذ يكون الرسول في غنى عنه، ويكون تبليغه لا حاجة منه. والقرآن كتاب عربي، به استعارة ومجاز على عادة اللسان العربي، كما أن الكتاب العبراني كله تشبيه صرف، ليس كله محرفا؛ فهو موجود بين أيدي الأمة كلها في أطراف متنامية، وهم أمتان، يهود ونصارى، متعاندتان، وأهواؤهم متباينة. يغلب ابن سينا التأويل للمتن على الشك في صحة الرواية، ورد الشرع إذن لمخاطبة الجمهور بما يفهمونه بالتشبيه والتمثيل. والنتيجة أن ظاهر الشرع ليس حجة، ولا بد من التأويل للتمثيل والتشبيه، وشرح الأمور البرهانية لفهمها وتقريبها إلى العامة؛ فلا يكون شيء حجة على شيء إلا إذا كان من نفس النوع. تؤدي الحرفية في فهم اللغة إلى المادية في تصور الشيء، ويؤدي التأويل في اللغة إلى الروحانية والمعنوية في تصور الأشياء. هناك إذن خطابان؛ خطاب للعامة وخطاب للخاصة. الأول يقوم على التشبيه والتمثيل، والثاني يقوم على التأويل والبرهان، انتقالا من النقل إلى العقل، ومن الكلام إلى الحكمة؛ وبالتالي يفتح الفلاسفة طريقا للتعامل مع الكتب المقدسة عن طريق التأويل على خلاف طريقة الفقهاء، ابن حزم مثلا لإثبات التحريف. ويتفق طريق الفلاسفة مع طريقة الأصوليين في مقاصد الشارع، وضع الشريعة للأفهام.
10 (ب) وبالرغم من أن «المبدأ والمعاد» لابن سينا في موضوع موروث، الله والفيض والنفس، تلخيصا من إلهيات «الشفاء»، إلا أن الوافد يتصدر الموروث على غير عادة ابن سينا في الصمت عن مصادره.
11
ويتكون من مقالات ثلاث؛ الأولى: «في إثبات المبدأ الأول للكل ووحدانيته وتعديد صفاته التي تليق به»، وتشمل اثنين وخمسين فصلا، وهي أكبر المقالات. والثانية: «في الدلالة على ترتيب فيض الوجود عن وجوده مبتدأ عن أول موجود عنه إلى آخر الموجودات بعده»، ويشمل أحد عشر فصلا. والثالثة: «في الدلالة على بقاء النفس الإنسانية والسعادة الحقيقية الأخروية والتي هي سعادة ما وغير حقيقية، والشقاوة الحقيقية الأخروية والتي هي شقاوة ما غير حقيقية»، وتشمل عشرين فصلا. والغاية التوضيح للغامض، والإعلان للمستور والمكتوم، وجمع المفرق وبسط المجمل، في حدود قصر العمر وهموم الزمان.
12
ويراجع ابن سينا أخطاء السابقين، ويكتشف خطأ الأصول التي تقوم عليها،
13
ويرصد المغالطات، ويبين الصحيح وأوجه الاستحالة في الأفكار الخاطئة، ويتحقق من صحة المعاني بدقة وتفصيل.
ناپیژندل شوی مخ