له نقله تر ابداع پورې

حسن حنفي d. 1443 AH
172

له نقله تر ابداع پورې

من النقل إلى الإبداع (المجلد الثاني التحول): (٢) التأليف: تمثل الوافد - تمثل الوافد قبل تنظير الموروث - تمثل الوافد بعد تنظير الموروث

ژانرونه

والموضوع بين الرياضيات والمنطق. وذكر ابن باجه السياق التاريخي له؛ مما يدل على أنه يدرس موضوعا ولا يشرح قولا. وتبدو أهمية العلة الغائية، كما تظهر القيمة في المنطق. ويبين ابن باجه كيف لخص أرسطو موضوع الروية والاستعداد، نشأتها وكمالها في السادسة من نيقوماخيا بالرغم من صعوبة وجود صناعة محدودة للارتياض، أو إيجاد أسماء للأفعال الرياضية والتجريب من أصنافها. ويرى ابن باجه أن وجود الفكرة البرهانية والروية في كل إنسان لم تلحقه آفته وله قوة على قبولها، وهي بالاكتساب. ويستشهد بثامسطيوس أنها قد توجد لبعض الناس بالطبع في القياس في ذوي الفطر الفائقة. ويستشهد بتسمية الإسكندر القياس الصادق البرهان المنطقي، وهو الذي يستلزم الحد الأوسط، ويكون ما به قوامه، وإلا كان القياس مجرد دليل ليس ما به قوامه. ويضرب المثل من إقليدس على أن الأقاويل الهندسية أمور بالعرض سهوا وتسامحا من المهندس، مثل أن ضلع المسدس إذا اتصل بضلع المعشر انقسم الخط على نسبة ذات ونسبة طرفين. وهو قلما يوجد في كتب المهندس، إنما تسامح إقليدس في ذلك أو فات عليه لتلازم وجود ضلع المسدس ونصف القطر بالتكافؤ لزوم الموجود؛ فإقليدس موضع نقد، قد يخطئ عن قصد أو عن غير قصد. ويبين ابن باجه حد الخطوط الصم، وهو الموضوع الذي يتعرض له إقليدس في المقالة العاشرة من كتابه. كما يبين القطاع الثلاثة كما فعل أبولونيوس في أول كتابه عن المخروطات لأن الحدين لم يكونا واضحين. مهمة ابن باجه إذن توضيح الوافد العلمي؛ فهو الدارس، والوافد المدروس. وهو على علم بمطالب الموروث وبمكانه في الوافد على وجه الدقة، وليس فقط بالإحالة إلى مقالات الكتاب.

ويبرز ابن باجه الطابع المحلي اليوناني للوافد في ضرب الأمثلة على أن المهندس الذي ليست له القوة على صنعة براهينها، واقتصر على حفظها، يصبح مثل الكتاب المبسوط كما قال شاعر اليونان على طريق التشبيه. ويحيل الموضوع إلى كتاب البرهان وإلى كتاب بارمنياس، وكأنهما مرجعان سابقان وتراث سابق يحال إليه دون تكراره.

ويظهر الموروث في العنوان بالإضافة إلى ابن سيد وأبي نصر وامرئ القيس، والإحالة إلى أشعار العرب ونحويي العرب وشرح الخطابة من الوافد الموروث عند الفارابي.

9

يكشف ابن باجه حقيقة الظنون التي قيلت عن الفارابي، مثل أن الأقاويل الرياضية بلاغية، ويكشف عن سوء تأويل شرح الفارابي كما يفعل ابن رشد مع شراح أرسطو. وكان ابن سيد قد استخرج بعض البراهين من نوع هندسي لم يشعر بها أحد من قبله دون أن يدونها، بل لقنها شفاها لاثنين؛ الأول استشهد في الجهاد، والثاني ابن باجه الذي استخرجها وزاد عليها، وأضاف إليها مسائل برهن عليها وهو في السجن للمرة الثانية. وكتب عنها إلى الوزير دون تفصيل إتماما لابن سيد واعترافا بفضله؛ فالمحرك الأول له الفضل على المحرك الثاني. ويكشف السياق عن اشتراك العلماء في الجهاد ضد الأعداء في الخارج حتى الاستشهاد، وضد الأمراء في الداخل حتى السجن والاعتقال، وعن الأمانة العلمية لابن باجه في الاعتراف بفضل القدماء ونسبة الحق إليهم دون نسبته إلى نفسه، واستعمال مصطلح المحرك الأول، وهو تصور ديني، كتشبيهات في تحليل الحركة في الطبيعيات. ويظهر الشعر العربي كمادة محلية موروثة؛ فنسبة المنطق إلى الرياضة كنسبة النحو إلى الشعر والخطابة. المنطق نحو الفكر، والنحو منطق اللغة؛ لذلك يروض النحاة المتعلمين بإعراب أشعار العرب، كشعر امرئ القيس وغيره. (د) وفي «النفس النزوعية» من الوافد يذكر أرسطو، ويحال إلى الثامنة من السماع الطبيعي، ثم إلى السماء والعالم والحيوان.

10

والموضوع رياضي طبيعي استبعادا للإلهيات وكأنها انحراف عن المنطق والطبيعة. ويعود ابن باجه إلى الكندي متجاوزا إشراقيات الفارابي وابن سينا؛ مما ساعد مهمة ابن رشد في العودة إلى العقل والطبيعة أساسا للوحي. المشروع الفلسفي في المشرق العربي عند الكندي هو نفسه المشروع الفلسفي في المغرب العربي عند ابن باجه وابن رشد، حصارا لإشراقيات الفارابي وابن سينا في الشرق، وابن طفيل في الغرب.

وابن باجه هو الدارس للشيء والرائي له، والاستشهاد بأرسطو هو إرجاع قوله إلى الشيء المرئي عند ابن باجه. الموروث يوضح الوافد ويؤكده. ويحيل إلى الثامنة، ويفهم أنها من السماع الطبيعي؛ فقد أصبح كل مقال موضوعا توخيا للدقة وتمييزا للموضوعات عن الكتب. لكل متحرك محرك، ومحركه غيره؛ ومن ثم تتوالى أجناس المحرك. ويحيل إلى السادسة في أن الحركة لا أجزاء لها. كما يحيل إلى الثامنة في أن الجمادات ليست تفعل بل تنفعل. ويحيل إلى الخامسة وإلى الأولى من السماء والعالم وإلى الحيوان. ابن باجه هو الدارس، ثم يتبين قول أرسطو بإظهار ابن باجه الشيء المدروس.

ومن الموروث يحال إلى أبي نصر وكتاب الموجودات المتغيرة، كيف يصير ما بالقوة الطبيعية أسفلا أسفلا بالفعل، وكيف يتحرك بحركة محركة؟ فالحكمة مشروع متكامل بين المشرق والمغرب، بين الفارابي وابن باجه. كما يحال إلى لغة العرب لبيان خصوصية اللغة. ويحاول إيجاد أسماء عربية للمعاني الفلسفية، مثل النقلة للحركة في المكان. وإذا قيلت على باقي أصنافه تسمى الانتقال. ويستعمل الأسلوب العربي في زيد وعمرو للإشارة إلى الفاعل أو المبتدأ في النحو، أو الموضوع والمحمول في المنطق.

11 (ه) وفي «النزوعية» يظهر من الوافد أرسطو. ويحال إلى «السماء»، ثم إلى «الكون والفساد»، ثم إلى «الآثار العلوية» و«قاطيغورياس». ومن الفرق يحال إلى المفسرين. ومن الموروث يذكر أبو نصر والمنصور، ثم عبد الله بن علي. كما تذكر العربية والعرب والشرع والسنن؛ مما يدل على أولوية الفارابي وظهور بعض المصطلحات الموروثة.

ناپیژندل شوی مخ