له نقله تر ابداع پورې
من النقل إلى الإبداع (المجلد الثاني التحول): (٢) التأليف: تمثل الوافد - تمثل الوافد قبل تنظير الموروث - تمثل الوافد بعد تنظير الموروث
ژانرونه
5
كما يذكر مؤلفات جالينوس وأبقراط وأفلاطون وأرسطو.
6
ويوصف جالينوس بلقب الجليل، وهو ممثل الطب الفلسفي، وأن الطبيب الفاضل فيلسوف. صلة الفلسفة بالطب مثل صلة النظر بالعمل، فلا نظر بلا عمل، ولا عمل بلا نظر، بل إن الفلسفة منطق لكل العلوم وليست للطب وحده. الفلسفة هي التي تضع المصطلحات الطبية ومنطق الاستدلال للطبيب. الطب العلمي يقع في التجربة الساذجة؛ لذلك تحميه الفلسفة من قصر النظر وسطحية النظرة. يحتاج الطبيب إلى القياس والنظر، وهو ما تعطيه له الفلسفة. هناك إمكانية إذن للطب الفلسفي وليس الفلسفة غير الطبية (لأفلاطون)، أو الطب غير الفلسفي (أبقراط). وقد نظر القدماء من الطبيعيين، أي الفلاسفة، ووجدوا أيضا ضرورة نظر الطبيب في الأسباب؛ مما يجعله فيلسوفا.
وفي نفس الوقت ينقد ابن بختيشوع الطب الفلسفي عند أفلاطون اعتمادا على جالينوس، ودفاعا عن أبقراط في نقده له. هناك إذن تطور للعلم من هوميروس إلى أفلاطون إلى أبقراط إلى جالينوس إلى ابن بختيشوع إلى ابن بطلان؛ من الطب الأسطوري عند هوميروس، إلى الطب المثالي عند أفلاطون، إلى الطب العلمي عند أبقراط، إلى الطب الفلسفي عند أرسطو وجالينوس. وتأييد ابن بختيشوع لموقف جالينوس من أفلاطون خطوة لفصل الطب عن الفلسفة. ومقارنته بين أفلاطون وأبقراط من أجل تدعيم أبقراط، وفصل الطب عن الفلسفة. وأفلاطون هو نموذج الفيلسوف الذي يرفض تعلم الطب تجريبيا نظرا لاعتماده على الرياضيات، على نقيض اعتماد أبقراط على التجربة وحدها. والطب الفلسفي بين الاثنين يقوم على القياس والتجربة. ومن السهل نقد ابن بختيشوع لآراء أفلاطون لإثبات آراء أبقراط، والدخول في معارك القدماء، ولكن من الصعب إيجاد الحقيقة بينهما. لقد تحول أفلاطون إلى مذهب مغلق فأضر بالعلم . ونقد جالينوس لأفلاطون لا يجعل أبقراط على حق؛ لأنه نقد أبقراط أيضا. ومن الطبيعي أن يفضل جالينوس طب أبقراط على طب أفلاطون، ولكنه لا يقع في الطب التجريبي الذي يدعو إليه أبقراط، بل يفضل الطب التجريبي على الطب اللاعلمي في حالة الاختيار بين الاثنين، ولكن ابن بختيشوع يضم أبقراط إلى جالينوس في نقد أفلاطون من أجل اختيار أبقراط ودون نقد أبقراط بجالينوس. ويضم ابن بختيشوع أرسطو وأبقراط وجالينوس ضد أفلاطون لإثبات الطب التجريبي.
7
ويرجع الخلاف بين المذهبين إلى تصور الصلة بين النفس والبدن. إذا وقع التمايز بينهما نشأ الطب المثالي عند أفلاطون لدراسة النفس، والطب التجريبي عند أبقراط، والذي يدافع عنه ابن بختيشوع لدراسة البدن. ترتبط الظواهر النفسية بالنفس والظواهر الجسمية بالجسم ولا تدخل بينهما. وإذا وقع الاتحاد بينهما نشأ الطب الفلسفي الذي يدرس أثر النفس في البدن وأثر البدن في النفس عند جالينوس وابن بطلان. هناك نظام طبيعي يحكمه منطق العقل لمعرفة الصحة والمرض؛ فالضرر مثلا إما يكون أوليا وهو المرض، أو بواسطة وهو السبب، أو تابعا وهو العرض. ومع ذلك يتفق جالينوس وأبقراط وأفلاطون على قسمة النفس الثلاثية؛ أي إنه يمكن للفلسفة والعلم الاتفاق على نفس القسمة بشرط أن تكون الفلسفة علمية والعلم فلسفيا.
ونظرا لارتباط النفس بالبدن كان من حق الطب دراسة الظواهر النفسية لدراستها دراسة علمية بعيدا عن الخرافات والأوهام أو الجدل والسفسطة؛ فقد جعل جالينوس من حق الطبيب الفيلسوف النظر في عوارض النفس بعيدا عن صاحب التخاريف والخدع والكتب الإلهية التي تمنع النفاق والمنافقين؛ فالعشق حالة نفسية وليس إلهية، يدرسها الطبيب الفيلسوف كحالة كما يفعل جالينوس؛ فالله تعالى ليس سببا من الأمراض. وتلك أهمية أبقراط في الطب التجريبي كما أقر في كتابه «في تدبير الأمراض الحادة»، وفي كتاب «المرض الإلهي ». لقد ساوى جالينوس بين العشق والصرع، وجعله مرضا نفسيا وليس سماويا كما قال أرسطراطس. وقد ربط أفلاطون بين العشق والشهوة في حوار بين سقراط وأغلوقون، وجعله لطلب الولد في «السياسة المدنية»، وجعله يتبع الطمع، والطمع يحرق الدم؛ أي إنه يدخل باب الأخلاط. وعند أرسطو العشق ظاهرة نفسية. ويعتمد ابن بختيشوع على أرسطو الطبيعي المنحول، وهو «كتاب الفراسة»، لإثبات دراسة النفس من خلال البدن. وعند سقراط العشق ظاهرة نفسية يدركها الطبيب، ويمكن مداوته باللحون عنده وعند فيثاغورس وأفلاطون.
8
وقد وقعت مناظرة بين إيرقليس وأرميطوس حول ارتباط العشق بالشهوة، كما روى هوميروس حكاية عشق ليطو لطيطاوس، فأكل قلبه من فرط الشهوة، وجعله فولس من أمراض الدماغ. ولا تذكر أسطورة أفلاطون «أندروجين» في المأدبة.
ناپیژندل شوی مخ