له نقل نه تخلیق ته
من النقل إلى الإبداع (المجلد الأول النقل): (١) التدوين: التاريخ – القراءة – الانتحال
ژانرونه
والأركان أربعة: عدد ومنطق ومكان وزمان، ضما للحساب والمنطق إلى الطبيعة، وخاصة الحكم، وهو ما يحفظ تحت الزمان والمكان، وهي القضايا الجزئية أو الأحكام العملية. ثم تبدو ثنائيات الطبيعة اليونانية المكان والزمان، الهيولى والصورة، الخلاء والملاء، العلة والمعلول، الحركة والسكون، القوة والفعل، الكم والكيف ... إلخ والتي تمهد الطريق من الطبيعيات إلى الإلهيات.
47
المكان بعد لا شكل له ولا كيفية كما قال أفلاطون. وذكر في «فادن» أنه بين الروحاني والجسماني. وروى عن فيثاغورس قوله إن المكان للنار فقط. أما سائر الخليقة ففي المكان بالنوع الثاني. وقد أجاز المعلم الفاضل ذلك. والمكان مع الأشياء في نوع ثالث. والأفق بسيط عند أفلاطون لأن الشكل شبيه بالسطح. وهو المكان بالنوع الأول. والسماء مكان عن طريق الأجزاء وليس في مكان عن طريق الكلية. والجزء الذي لا يتجزأ إلى ما لا نهاية كلاهما خاطئ. الانتحال هنا فلسفي خالص ضد المتكلمين. أما الزمان فبسيط. وكل بسيط مع الزمان. كل كون في زمان. وكل ما مع الزمان بسيط، وكل ما هو في الزمان مركب. والدهر مركز الزمان. وصار الدهر دهرا لدوامه وامتداده. وظن البعض أنه لا نهاية له لدوام حركته ودورانه حول المركز. والإنسان في هيولى للصور كما أن سائر الأجرام هيولى للإنسان. والهيولى ثلاث: الأولى لا صورة لها، والثانية لا إنية لها، والثالثة للأسطقات. وإن تخلخل الجسم كثر، وإن تكاثف قل. والعالم ملاء لا خلاء فيه. والمكان مثل العالم ليس فيه خلاء. والكم في الهيولى، والكيف في الصورة. والفرق بينهما أن اجتماع الكمية يكون زائدا على المكونات، واجتماع الكيفية يكون ناقصا عن المكونات. ولا يتفق شيئان في جميع الخصوصيات الكمية والكيفية. لذلك وقع التغاير. والحركة المستديرة لجرم مستدير. وتوجد في أربعة أشياء: الجوهر والكم والكيف والأين. وتعرف سرعة الحركة أو بطؤها بالزمان. ولو قبل الماء السكون كان أرضا. ولو قبلت الأرض الحركة كانت هواء. ولو كان الهواء حاد الزاوية كان نارا. ولو كانت الأرض منفرجة الزاوية كانت هواء. والهواء جسم كالإسفنجة. والنار تنمو من النار الصغير، تخرج من القوة إلى الفعل. والفعل هو الشيء الجسماني الذي للطبيعة في حركتها. والقوة هو الشيء الروحاني. وتستحيل الأشخاص من أجل الأسطقات التي فيها بالقوة. وكل مركب من طبائع أربع، اثنان بالقوة واثنان بالفعل. الأولان لا في جسد، والآخران في جسد. والشيء الذي بالفعل ليس بالقوة، والعكس أيضا صحيح كما صرح بذلك أفلاطون في «فادن»، الفعل ابتداء خروج الحركة بالقوة. والحد الطبيعي هو الجامع للقوة والفعل. النار تحرق بالقوة قبل أن تحرق بالفعل. وأول مركب من القوة والفعل. إذا ارتفع القابل ارتفع الفعل لأن الفعل في القابل لا في الفاعل.
48
ثم تتحول الطبيعيات إلى ميتافيزيقا صورية أو نفسانيات عملية، مرة إلى أعلى، ومرة إلى أسفل. فالعلة واحدة لما وقع اثنان تحت اشتراك الأسماء. والوحدة علة الكثرة. وبقدر الارتفاع نحو الصورة تظهر الوحدة كما صرح أفلاطون بذلك في «طسماوس». والهو والغير والسكون في العقل شيء واحد. والحس هو الشيء وغيره لأنه يتجزأ، فصارت الغيرية فيه غير الهوية. والعقل هو ذاته وغيره لأن له موضوعا. وكل واحد له خاصية تفصله عن غيره كما قال فيثاغورس، إن الواحد هو هو لا الغير. وتدخل الهندسة في الطبيعيات. فالخط نقطتان، والسطح خطان، والجسم سطحان. والحسن ما أعطى قدر وزنه من نفسه ومن الطبيعة.
49
ثم تتحول الطبيعيات الصورية إلى الطبيعيات الحية ابتداء من الجسم حتى الغائية. فاعتدال الحرارة الغريزية سبب الحلاوة والعذوبة واللين والملامسة وطيب الرائحة واعتدال الحركة واستواء النمو. فالاعتدال ليس فقط في النفس، بل أيضا في الطبيعة. والالتذاذ لا يكون في الحاشيتين، وإن كان فإنه ينتفي، بل في نقطة الاعتدال. ولا يزال الشيء يزيد وينقص حتى يعتدل. والسعال والعطاس نقص الطبيعة في آلة التنفس. ما تفعله الطبيعة بالعادة تفعله النفس بالأنس. الطبيعة تعمل الجارحة والنفس تستعملها. وكما أن عناصر جسم الإنسان الدم والمرتان والبلغم، فكذلك عناصر القوى التي فيه الكواكب السيارة وغلبة بعضها على بعض. والفواق دفع الطبيعة شيئا لحرق بجرم المعدة.
50
وكل شيء له غاية. ومن ليس له غاية لا يتخارج، ويظل في جوهريته. كل شيء لأجل أو لا من أجل. وغاية الطبيعة أن يفعل الحيوان أفاعيل النفس. قد تفصل نحو مبادئها، ولكن الغاية المنفعة، فيكون المبدأ الكلي حسنا والفعل الجزئي قبيحا. والجنين لا يخرج في الشهر الرابع بالرغم من اكتمال الصورة لأنه لم يكتمل بعد ويصبح قادرا على الحركة والاستقلال بعد الولادة. والطبيعة لا بخت فيها. لا يقع البخت إلا إذا انقطع النظام وكل شيء في العالم موزون. والتنضيد ذو قدر. البخت بذاته دفعة بلا سبب متقدم ولا رؤية. والطبيعة لا تفعل باطلا:
ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك .
ناپیژندل شوی مخ