له نقل څخه تر ابتکار پورې (لومړی ټوم نقل): (٣) شرح: تفسیر – تلخیص – جوامع
من النقل إلى الإبداع (المجلد الأول النقل): (٣) الشرح: التفسير – التلخيص – الجوامع
ژانرونه
ويضرب المثل بما لم يستوف جميع المعاندات قول أبي المعالي في «الإرشاد» حين أراد أن يبطل التكون عن الأسطقسات. وقد أسقط القول أحد ما ينبغي أن يجعل معاندا في القياس. فابن رشد يستعمل قضايا علم الكلام الأشعري ليبين تهافتها من حيث صورها المنطقية. كما يشير إلى بعض متأخري المتكلمين مثل أبي المعالي وقوله إنما يفيد المثال اليقين على جهة الإرشاد والتصفح فقط لا على جهة القياس. ولما كان لا يقول بالقياس الصحيح الشكل لزمه أن تكون العلوم كلها أولية فلا يكون هناك معلوم بقياس، وأنه يمكن قراءة المجسطي ما لم ينظر قط في شيء من الهندسة ويكون حدوث العالم معلوما بنفسه.
ويحال إلى أبي حامد في قوله إن خارق الإجماع ليس بكافر الذي صرح به في «التفرقة بين الإسلام والزندقة» وإنه لم يجمع بعد على ما هو الإجماع في موضوع الإجماع كوسيلة للإقناع نظرا لشهادة الشرع للمجمعين بالعصمة. كما يعتمد على أبي حامد في «القسطاس» على أن الإيمان بالرسل بطريق المعجز على ما رسمه المتكلمون هو طريق جمهوري وإن طريق الخواص هو غير هذا. هنا يبدو ابن رشد معتمدا على أبي حامد وليس معترضا عليه أو ناقضا له.
29
كما يشير ابن رشد إلى «المتكلمين من أهل ملتنا» في موضوع المقنعات التي ليست أقاويل إذ إنهم لم يقتصروا في معرفة حدوث العالم ووجود الباري وغير ذلك على شهادة الشارع فقط بل استعملوا في معرفة ذلك المقاييس في حين رفضت الحشوية ذلك.
30
وتظهر بعض المفاهيم الكلامية غير المباشرة مثل الجور والعدل، والنافع والضار. الأولى في المخاطبة المنافرية والثانية في المشاورية مما يدل على إعادة التعبير عن الموضوعات بمعطيات موروثة لأنها أكثر وضوحا وأسرع فهما.
وتبدو المادة الإسلامية في «جوامع الخطابة» كما بدت من قبل في «تلخيص الخطابة». وهي المادة الخاصة بالإيمان والشهادات والإجماع والترغيب والترهيب والتحدي والمراهنة كمقنعات ليست بأقاويل. وهي المقنعات من الخارج. ومن أقواها مرتبة الشهادة. فالشهادة خبر. والمخبرون إما واحد أو أكثر. والأكثر قد يكون جماعة يمكن أو لا يمكن حصرها. والأشياء المخبر عنها إما محسوسة أو معقولة. والمخبرون إما أن يكونوا أحسوها بأنفسهم أو مخبرين عن آخرين. والأشياء المحسوسة المخبر عنها إما تكون عن أمور ماضية لم يحس الحاضر بها أو عن أمور حاضرة غائبة لم يحس المخبرون بها. والأشياء المحسوسة بها مباشرة لا فائدة من الأخبار فيها، وكذلك المقولات التي يستطيع كل إنسان الاستدلالات عليها. إنما يحتاج الجمهور إلى الشهادة لمعرفتها، والشهادة والأخبار عن الأمور المحسوسة التي لم تشاهد يقوى التصديق بها ويضعف بحسب عدد المخبرين وغيره من القرائن، وأقواها ما أخبرت به جماعة لا يمكن حصرها. ما زاد على واحد فصاعدا، واستواء أولها ووسطها وآخرها، وهو ما يسمى بالتواتر، وبه يحصل اليقين في أمور مثل بعث النبي ووجود مكة والمدينة. وتصديقها بالذات وليس بالعرض أي بالحس، فمن فقدها فقد علما. ويضاف إلى الحس الخيال أو القياس. أما الأمور المحسوسة التي لا تمس ولا يدرك وجودها بقياس يحصل اليقين بوجودها على الأقل. تدرك أسماؤها أو ما يدل عليها بالحس وليست بالشخص. والتصديق بذلك عن أكثر الناس عن طريق التواتر والأخبار المستفيضة وهو تصديق بالعرض لا بالذات لأن صدقها راجع إلى سببها وهو الأخبار مثل تبعية المسببات لأسبابها العرضية. ويستحيل تحديد عدد يحصل به اليقين وإلا لما تفاضل اليقين بالعدد، قلة أو كثرة. لا تحدد الشروط اليقين بل اليقين هو الذي يحدد الشروط. والشهادات تؤخذ من الأكثرية ظنا. ولا تعتمد عليه الصناعة أصلا لذلك يؤخذ على الأقل. والاستشهاد بالسنن المكتوبة يتم التصديق بها بالنشأة والاعتياد بما في ذلك التصديق الجازم بالخرافات. والإجماع اتفاق أهل الملة وتواطؤهم على أمر فيها، ومستند شهادة الشرع للمجمعين بالعصمة بناء على حديث «لا تجتمع أمتي على ضلالة.» لذلك لا يكفر خارقه. أما التحدي فإنه يكون بالمعجز الخارق للعوائد وهي الأمور الممتنعة على البشر. ومن الواضح أنه حتى إذا كان الشيء في غاية الغرابة فإنه لا يفيد إلا حسن الظن لفاعله والثقة بفضيلته إذا كان أمرا إلهيا. فالإيمان بالرسل عن طريق المعجز طريق جمهوري وليس طريق الخاصة. هذه هي الأمور الخارجة التي يظن لها حصول اليقين.
وهناك مادة غير مباشرة مستقاة من البيئة الإسلامية لضرب المثل بها على دليل الأشبه مثل «فلان يجمع الرجال ويعد السلاح ويحصن بلاده وليس قربه عدو فهو إذن مزمع أن يعصي السلطان.» هذه صورة من البيئة المحلية ومن الأوضاع السياسية للتاريخ الإسلامي في الأندلس وخارجه. كما يضرب المثل بالشبيه في المناسبة بعبارة الملك في المدينة كالآلة في العالم وكما أن الإله واحد كذلك ينبغي أن يكون الملك. وهي عبارة في ظاهرها البراءة المنطقية وفي حقيقتها وضع الإصبع على سبب وحدانية التسلط بتعبير ابن رشد، بنية السلطة سواء كانت السلطة الكونية، وإله العالم أو السلطة السياسة، الملك في المدنية.
31
وكما تبدأ جوامع الخطابة بالبسملة والدعاء تنتهي بالحمد لله.
ناپیژندل شوی مخ