له نقله تېرېدل ته خلاقیت ته (لومړی ټوم نقل): (۲) متن: ژباړه – اصطلاح – تبصره
من النقل إلى الإبداع (المجلد الأول النقل): (٢) النص: الترجمة – المصطلح – التعليق
ژانرونه
وذلك مثل نيقولاوس الذي يشرح أرسطو ويؤلف في موضوعاته مثل الفلسفة الأولى، والنفس، والعالم، ومبدع في موضوعاته الخاصة مثل الآلهة، ربما لدافع مسيحي أو لجو مسيحي عام سابق على ظهور المسيحية، وكما لا يمكن الفصل بين نص أرسطو والشراح المسلمين، كذلك لا يمكن الفصل بين نص أرسطو والشراح اليونان. ويكون السؤال في حالة الشراح اليونان، ماذا يعني الشرح والتلخيص؟ وما هي طبيعة العمليات الحضارية التي كانت وراء الشرح اليوناني؟ هل هناك مشروع حضاري يوناني عبر عن نفسه في الشرح والتلخيص، كمقدمة للعرض والتأليف مثل المشروع الحضاري الإسلامي، أم إن التطابق بين وعي الشارح والوعي المشروح، حيث لا تغاير ولا مسافة كافية بين الذات العارف وموضوع المعرفة، تجعل الشرح اليوناني مجرد إيضاح ، دون تمثل أو احتواء أو إبداع، كما هو الحال في الشروح في الحضارة الإسلامية؟ فشروح ثامسطيوس على أرسطو تمتاز بالوضوح والبساطة، وهي عروض موسعة
. ولا يقلل ذلك من قيمتها؛ فليس الغرض هو النص التاريخي بل إعادة إنتاج النص في العرض، ولو كانت قيمتها ضئيلة لما اتسع انتشارها.
24
ولا فرق بين النص والشرح؛ فنص الفصل السادس من شرح ثامسطيوس نص موجز من الكاتب أو الناسخ. اسم الكتاب شرح ثامسطيوس أو تفسير ثامسطيوس؛ فالشرح تفسير، والتفسير شرح، ويسميه ابن سينا تلخيصا، وكذلك ابن رشد؛ فلا فرق بين هذه الأنواع الأدبية. ويشمل التأليف عند الشراح، الإسكندر الأفروديسي نموذجا، الموضوعات الفلسفية الخالصة مثل الكل والعقل والأضداد، والموضوعات العلمية الخالصة مثل اللون والإبصار والحس والمحسوس، والأجرام السماوية والزيادة والنمو والنفس والزمان.
25 (3) التأول الديني
لقد قام الإسكندر بنفس العمليات الحضارية التي قام بها الشراح المسلمون، وهي نقل النص الأرسطي العقلاني الخالص في بيئة دينية مسيحية. وكان من السهل الربط بينهما نظرا للطابع المثالي للفلسفة اليونانية، الذي يتفق مع الطابع الديني للفلسفة المسيحية. وجد الشراح المسلمون الطريق ممهدا عند الإسكندر، فسهل عليهم الأمر، فوجدوا الإسكندر يونانيا مسيحيا وليس يونانيا خالصا. ولما كان الإسلام والمسيحية يشاركان في نفس المنظور الديني، كان من السهل أن يصبح الإسكندر يونانيا مسيحيا إسلاميا من خلال الشراح المسلمين. لا يعني ذلك اعتماد الشراح والفلاسفة المسلمين على الإسكندر، بل يعني أن كليهما كان مدفوعا بنفس الدوافع الدينية مثل إثبات العقل المفارق؛ فعند الإسكندر العقل الفعال هو الله، خالد غير فاسد، وقديم وواحد. والغريب أن تقوم الثورة في العالم المسيحي ضد الإسكندر، في حين يدافع عنه المسلمون ويتبنونه ويتمثلونه ويحتوونه، فلماذا خاف منه المسيحيون؟ هل لأنه يقول بالعقل المفارق، في حين أن المسيحية الرسمية تقول بالحلول، حلول الله في السيد المسيح؟ هل هو خوف من إثبات عقل مفارق متمايز عن الله المتجسد، وبالتالي إثبات إلهين، إله الفلاسفة وإله المتدينين، والوقوع في الشرك؟ ولماذا قام يحيى النحوي بنزعته الدينية بالحملة على الإسكندر؟ فالنفس لديه بسيطة روحية خالدة خالصة ، والعقل حين يعقل يتحد بالمعقول. والعقل هو عقل الإنسانية كلها، وهو عقل يحيي؛ لأن الإنسانية تحيا أبدا كما هو الحال عند ابن رشد.
26
أما الشراح والفلاسفة المسلمون فقد قبلوا الإسكندر. ولا يعني تقسيم الكندي الرباعي للعقل، أي أثر للإسكندر، إنما هو تفصيل للعقل الثاني عند الإسكندر، وهو العقل بالملكة إلى عقلين: الأول من القوة إلى الفعل، والثاني العقل البياني لمزيد من التفصيل في وظائف العقل. أما صفات العقل الثالث، وهو العقل الفعال عند الإسكندر، فلا توجد في صفات العقل بالفعل عند الكندي؛ لأن الكندي عقلاني وليس صوفيا إشراقيا كالإسكندر، وسواء غاب العقل الإشراقي عند الكندي أو حضر، فإنه عند المستشرق قد تأثر بالإسكندر، ولا يعقل ألا يتأثر أحد في الأطراف بحضارة المركز، وكيف يخرج الفرع عن الأصل؟ كذلك فصل الفارابي العقل بالملكة عند الإسكندر إلى عقلين، عقل بالفعل وعقل مستفاد زيادة في التفصيل،
27
أما ابن سينا فهو الذي أبقى على الطابع الإشراقي للإسكندر وقسم العقل بالملكة، العقل الثاني عنه الإسكندر، إلى عقل بالملكة وعقل مستفاد. كما سمى العقل الفعال عند الإسكندر العقل القدسي؛ فالعقل الفعال يشرق في النفس، ويعلم الإلهيات، ويعرف الباري جل ثناؤه، وبالتالي اتحدت صفات العقل الفعال بصفات الله. لقد استعمل ابن سينا كل ما هو موجود لديه من الشراح اليونان لاحتوائه داخل نظرته الكلية، وأقام مذهبا تختفي فيه المصادر في البنية، وتذوب فيه الفروع في الأصول، والانتقال من مرحلة النقل إلى مرحلة الإبداع، حيث تختفي المصادر عند الإسكندر أو ثامسطيوس أو سمبليقيوس. ثم عاد ابن رشد إلى أرسطو الأول، تحت تأثير ثامسطيوس متجاوزا تأثير الإسكندر في ابن سينا، بالرغم من معرفته بالإسكندر، وبالرغم من قول ابن رشد بنظرية في الاتصال بالعقل الفعال. ثم نقل كتاب النفس عند الشراح المسلمين بتوسط الإسكندر، من كتاب طبيعي إلى كتاب إلهي أقرب إلى ما بعد الطبيعة، ناقلين النص اليوناني من بيئة النص المنقول منه، العقلانية المثالية إلى بيئة النص العربي المنقول إليه، العقلانية المثالية الدينية.
ناپیژندل شوی مخ