له نقله تېرېدل ته خلاقیت ته (لومړی ټوم نقل): (۲) متن: ژباړه – اصطلاح – تبصره
من النقل إلى الإبداع (المجلد الأول النقل): (٢) النص: الترجمة – المصطلح – التعليق
ژانرونه
ونفس الاعتبارات موجودة بالنسبة للترجمة العربية. قد تكون الاختلافات بين المخطوطات أكثر من الاختلافات بين الترجمة المطلقة والنص اليوناني المطلق. وقد تكون الأخطاء من النساخ، والسقط والخرم والمسح وسوء الخط وارد فيها، مما يجعل قراءتها صعبة للناشر الحديث.
وافتراض الخطأ وارد دون أن يكون تصحيحه عن طريق القواميس والمعاجم، بل سرعة في الفهم أو لبس في فهم معنى، أو إيثار أحد معانيه على المعاني الأخرى إذا كان محكما أو متشابها، أو مطلقا أو مقيدا، حقيقة أو مجازا، ظاهرا أو مؤولا، مجملا أو مبينا، خاصا أو عاما، طبقا لمباحث الألفاظ عند الأصوليين، واختار المترجم أحدهما دون الآخر، واختار الناشر الحديث المعنى الآخر، وكلاهما صحيح، والاختيار خاضع للسياق، السياق النصي في نفس العصر، والسياق الحضاري في عصرين مختلفين، عصر المترجم القديم وعصر المحقق والناشر الحديث، منطق الترجمة فيما وراء الصواب والخطأ، في المناطق المتشابهة بين الحلال والحرام.
48
واختلاف الترجمة بين المترجمين، يدل على الإبداع؛ فلا توجد ترجمة نمطية واحدة طبقا لنظرية المطابقة، واعتمادا على المعاجم والقواميس. اللغة تطور، توحي بالمعاني في النفس، ولا تستنبط من الألفاظ، ولا تهم صحة نسبة القول إلى القائل أو الشعر إلى الشاعر؛ فالمهم هو المحمول لا الحامل، والمعنى وليس اللفظ، والفكرة وليس التاريخ.
49
وهناك ترجمات «موضوعية»، مجرد نقل للنص اليوناني إلى اللغة العربية، بلا تدخل أو فهم أو قراءة أو استعمال للموروث، لدرجة أنها قد تخلو من الدلالة تماما، هي الترجمة التي تقوم على نظرية المطابقة وليس القراءة. المترجم ناقل وليس فيلسوفا، موضوعي وليس ذاتيا، أقرب إلى النص اليوناني منه إلى الروح العربية. مثال ذلك «رسالة الإسكندر الأفروديسي في الرد على جالينوس، فيما طعن به على أرسطو، في أن كل ما يتحرك فإنما يتحرك عن محرك نقل أبي عثمان الدمشقي» (ه). تمتاز الترجمة بجمال الأسلوب وكأنها تأليف، بل إن المترجم لم يتدخل في تقطيع النص إلى أبواب وفصول، أو فقرات تبدأ بقال فلان إشارة إلى المؤلف، ولم يقم الناسخ بذلك أيضا، نيابة عن المترجم. وبالرغم من أن الموضوع يمكن تعشيقه في الموروث، المحرك الذي لا يتحرك دفاعا عن أرسطو من الإسكندر ضد طعن جالينوس، إلا أن المترجم لم يتدخل لا بالتعليق ولا بالقراءة ولا بالإضافة ولا بإيجاد الدلالة. وقد كان يمكن للمترجم أن يقوم بدور القاضي وينتصر لأرسطو، بعد أن يستمع إلى دفاع الإسكندر عنه ضد جالينوس، أو أن يصوب جالينوس أحيانا، خاصة وأنه فاضل المتقدمين والمتأخرين، بل إنها خلو من البسملة في البداية لا من الناقل ولا من الناسخ ولا من القارئ، وإن كانت الحمدلة في النهاية «والحمد لله كثيرا» تكشف عن بيئة المترجم. ربما الدلالة الوحيدة هي تعريب اللفظ اليوناني الموسيقوس؛ أي الموسيقى، والذي استمر حتى الآن.
50
وأيضا «كتاب جالينوس إلى فسين في الترياق ترجمة حنين بن إسحاق» (260ه) ترجمة موضوعية حرفية دون قراءة، ونقل على الموروث، باستثناء البسملة في البداية من الناقل أو الناسخ، وربما الموضوع الطبيعي نفسه كنص نافع للمداولة ضد السموم، وبالرغم من إمكانية التعشيق خاصة بالحديث عن المدرستين في الطب، أصحاب القياس وأصحاب التجربة، وذكر آراء الأطباء السابقين، وأن المترجم نفسه من الأطباء،
51
وتتسم «مقالة جالينوس في أن قوى النفس توابع لمزاج البدن» بأسلوب عربي جيد، وكأنها تأليف وليست ترجمة. تخلو من النقل الحضاري، باستثناء الحمد والشكر في النهاية، بالرغم من إمكانية ذلك نظرا لاعتمادها على أفلاطون، وتعرضها لموضوعات الموروث مثل علم الفراسة.
ناپیژندل شوی مخ