له نقله تېرېدل ته خلاقیت ته (لومړی ټوم نقل): (۲) متن: ژباړه – اصطلاح – تبصره
من النقل إلى الإبداع (المجلد الأول النقل): (٢) النص: الترجمة – المصطلح – التعليق
ژانرونه
ولا يوجد نقل ديني بل مجرد عرض فكر خالص بطبيعته مثالي، يسهل على الشارح فهمه وعرضه فيما بعد. ما يهم أولا هو اتساق الفكر مع نفسه، لما كان العقل أساس النقل، ثم يسهل بعد ذلك صبه دينيا لترسيخه داخل الحضارة؛ فالمثالية دين طبيعي تتفق مع الفكر اليوناني والأساس النظري للدين الإسلامي. هنا تقل الإشارات الدينية المباشرة، بل يكفي العرض العقلي النظري الخالص، وإلا عدنا إلى علم الكلام. وهذا هو الاحتواء، احتواء الآخر في ثقافة الأنا اعتمادا على النقل وحده. يعني الاحتواء إدخال الثقافة الوافدة ضمن إطار الثقافة الموروثة، ثم تحويلها إلى جزء من الثقافة الوطنية العامة. الاحتواء هنا امتصاص وتمثل استيعاب؛
1
لذلك لا تظهر الثقافة الإسلامية في الشرح، ليس لأنها لم تكن عامة وشائعة عند المترجمين والشراح، أو لأن المترجمين كانوا يكونون حلقات ثقافية منعزلة داخل المجتمع الإسلامي مثل مدارس الدومنيكان والفرنسسيكان حاليا داخل الأمة؛ بل لأن الاعتماد في الاستيعاب كان على العقل الخالص. لا يذكر الإسلام أو الثقافة الإسلامية في الشروح المتأخرة؛ فالشراح عاكفون على الوافد، بعيدون عن الموروث، «علمانيون» بالأساس؛ فهم لا يتعرضون للإلهيات. ولا توجد أية إشارات لمعارك كلامية داخلية، وكأنهم لا يعيشون مجتمعهم ومعاركه الثقافية. ولما كانت الطبيعيات تعتمد أساسا على تقابل العقل والطبيعة، سهل تمثلها واحتواؤها وشرحها؛ فالوحي الجديد هو نظام عقلي مثل نظام الطبيعة وكلاهما نظام العقل؛ ومن ثم يمكن رد كل منا إلى الآخر، رد الوحي إلى العقل والطبيعة ورد الطبيعة إلى الوحي والعقل؛ فالنظم الثلاثة نظام واحد. ولما كان المنطق تعبيرا عن نظام العقل، والإلهيات تعبيرا عن الوحي، فإن المنطق والطبيعيات والإلهيات نسق واحد يمكن رد كل منها إلى الآخر. الطبيعة تطبيق للمنطق أي تعبير عن العقل في الشيء. والإلهيات تطبيق للمنطق أي تعبير عن العقل في المفارقة. والمنطق تطبيق لنظام العقل نفسه أساس الطبيعيات والإلهيات؛ لذلك كان المنطق آلة لكل العوم. المنطق عقلي، والطبيعيات عقلية، والإلهيات عقلية؛ فالعقل هو الجامع بين الأنساق الثلاثة. معيار الصدق في المنطق ذاته، ومعيار الصدق في الطبيعيات، والإلهيات المنطق العقلي. لا يعني ذلك الوقوع في الصورية، صورية المنهج أي المنطق أو صورية الموضوع، الطبيعيات والإلهيات بل وحدة النسق ضد ثنائية المنهج. العقل والإيمان، وثنائية الموضوع، العالم والله. لا يعني ذلك التضحية بالموضوع من أجل المنهج للموضوع، أو ابتلاع المنهج للموضوع نظر لوحدة المنهج والموضوع؛ لذلك دخلت الرياضيات جزءا من المنطق في الطبيعيات بل والإلهيات؛ فالرياضيات تعبير عن المنطق في عالم الأعداد والمساحات والحجوم. ولا يوجد شيء في نص أرسطو يمكن رفضه عقلا.
2
وشرعيا يمكن القول إنه لا يوجد مانع من أن يكون أرسطو نبيا لليونان مثل سقراط وأفلاطون؛ فما من أمة خلا فيها نذير، ولم يذكر القرآن إلا الأنبياء الذين كانوا في المخزون النفسي عند العرب في شبه الجزيرة العربية
منهم من قصصنا عليك ومنهم من لم نقصص . وحال سقراط وأفلاطون وأرسطوطاليس وفيثاغورس عند اليونان مثل حال بوذا في الهند وزرادشت وماني في فارس، ولاوتسي وكونفوشيوس ومنشيوس في الصين، إلا أنه لا نبي بعد محمد آخر الأنبياء، والحكماء ورثة الأنبياء.
ومع ذلك الجو الديني للمعلق أكثر عمقا واتساعا من الجو الديني للمترجم؛ لأن مهمة الشارح أكثر عمقا حضاريا من مهمة المترجم. المترجم ناقل علم، والشارح ممهد ومبين له من أجل احتوائه؛ ففي الحديث عن السماء يلاحظ أن جميع الأولين صيروها موضعا لله؛ فالترجمة هنا نقل للمعنى من حضارة إلى حضارة، ووضع للوافد في الموروث؛ فالسماء في الدين العقلي تعادل الله في دين الوحي ؛ نظرا للاتناهي وعدم الفساد كصفات مشتركة بين السماء والله.
3
وإذا ألف أرسطو كتاب «في السماء» فإنه يضاف إليه في الترجمة العربية، وقبل ذلك عند الشراح اليونان «في العالم» ويصبح «في السماء والعالم»؛ لأنه لا يمكن تصور السماء دون العالم، والأعلى دون الأدنى، والسماء دون الأرض. هل تابع المسلمون الشراح اليونان أم ألحقوا العالم بالسماء بناء على دوافع دينية خاصة؟ السماء هو الذي ربط بين الطبيعة وما بعد الطبيعة، عالم متوسط بين العالم والله، وموضوعاته تتراوح بين الطبيعيات والإلهيات؛ فالمقالة الأولى تتحدث عن العالم والعنصر الخامس والحركة وإبطال اللامتناهي ووحدة السماء وأنها غير مكونة، وأن إثبات اللاتناهي من أجل إثبات الكون والفساد. والمقالة الثانية عن حركات الأجرام والأفلاك والكواكب والأرض، وهو موضوع طبيعي تكثر الإشارة إليه في النص الديني للحضارة المترجم إليها. وموضوع الثالثة الأسطقسات بين الطبيعة والآثار العلوية. وموضوع الرابعة الثقيل والخفيف، وهي ثنائية مثالية بين الهبوط والصعود في الأجسام كدليل على التنزيل والتأويل.
في الموضوع الديني تكثر التعاليق؛ لأنه موضوع خصب ودال، ولا يكون بالضرورة موضوعا دينيا مباشرا، بل موضوعا دينيا من دين العقل والطبيعة. وهو الدين الوافد الذي يتم التعليق عليه؛ أي احتواؤه من دين الوحي الذي يقوم هو نفسه على العقل والطبيعة؛ فإبطال اللامتناهي بالنسبة للعناصر معقول؛ لأن الله وحده هو اللامتناهي. يحتوي الموروث بسهولة مثل هذا النص؛ لأنه متفق معه ويمكنه بعد ذلك من إثبات لا تناهي الله؛ فالإيمان العقلي الطبيعي عند اليونان يجد بعدا جديدا له في الوحي، كما أن الوحي تأسيس له في العقل والطبيعة،
ناپیژندل شوی مخ