له ژوندی څخه تر مړي پورې: تر ورو
من حي إلى ميت: إلى أخي
ژانرونه
فعندئذ قلت له: أنت بغنى عن المجيء إلى مكتبك في مثل هذا اليوم البارد؛ لأنك شيخ، والشيوخ يتأثرون من البرد والمطر تأثرا عظيما. وفضلا عن ذلك أنت ذو مال وافر، وعندك رهط من الكتاب والمستخدمين الذين يقومون مقامك. فأجاب: إن الحق بجانبك من حيث اشتداد البرد وتأثيره علي، ولكن الشغل - مع وفرة هؤلاء الكتاب والمستخدمين - لا يستغني عني.
فأجبته: نعم، يستغني الشغل عنك، ولا شيء في هذا الكون لا يستغنى عنه، كما استغنى سابقا عن كبار رجال الأعمال والمتمولين، الذين قضوا نحبهم، وقام غيرهم مقامهم.
فأجاب: قد يكون الأمر كذلك، ولكني أحب المال، وأضحي بكل شيء في سبيله؛ لأن المال هو كل شيء.
وبينما نحن في الحديث، دخلت امرأة تطلب منه مالا لقاء رهن بيتها، فأجابها إلى سؤالها، ولكن بفائدة باهظة. فتضرعت إليه قائلة له: إنها أرملة أم سبعة أطفال، ولم يترك زوجها غير هذا البيت، قالت: وأنت غني جدا، وعندك متاجر كثيرة تدر عليك أرباحا طائلة، فإذا رحمتني بالفائدة تكون قد عملت خيرا مع صغار أيتام يستحقون الرحمة والمساعدة. فأجابها: إن الشغل يقضي علي بطلب هذه الفائدة، وأما الرحمة فلا دخل لها بالشغل.
فعندئذ قبلت المرأة بشروطه مرغمة؛ لأنها بحاجة إلى تغذية صغارها، وأمضت له صك الرهن، وأخذت بعض المال الذي يلحقها، وتركت البعض الآخر عنده دون أن تسأله عن فائدة ما، وذهبت في سبيلها.
فسألته كم تقيدون للمرأة فائدة على المال الذي أبقته عندكم، فأجاب: لا شيء؛ لأنها أودعته عندنا بصفة أمانة، وعلى الأمانات نأخذ ولا ندفع، وأما هي فمعفاة من الدفع رحمة بصغارها.
فأجبته: ليس المال هو كل شيء كما تعهده، وأما الرحمة التي عملتها، فهي ليست رحمة للمرأة بل لنفسك؛ لأنها تعود عليك بالفائدة لا عليها.
يا أخي:
هذا هو الحديث الذي جرى لي البارحة مع شيخ بلغ من العمر عتيا، ولم يزل متمسكا بدنياه تمسكا شديدا.
نظرته ما برح - رغم الثمانين - يجد ويكد وراء جمع المال، ولا يعرف للرحمة سبيلا.
ناپیژندل شوی مخ