ونظر حيث أشارت فتاته، وقال: «نعم، وأظرف منه أن تكوني أمه!»
وطأطأت الفتاة رأسها وتضرجت وجنتاها وسبحت في حلم لذيذ، وتراءى لها غلام يقفز ويثب بين أبيه وأمه، في مثل مجلسهما من هذه الشرفة العالية التي يكتنفها الظلام!
وجلست الفتاة وصاحبها يتبادلان الرأي ذات مساء، وقال لها: «... وإني لأتمنى ألا توافق الحكومة على بقائك في العمل بعد الزواج؛ لتكوني لي وحدي!»
وقالت: «ولكن أمي ...»
وأجابها: «وعلي أن تكون أمك راضية سعيدة.»
واطمأنت الفتاة وسري عنها ما كان يقلقها منذ أيام، وجلست إلى مكتبها تكتب إلى الحكومة تلتمس الإذن في الزواج.
ولم يطل بهما الانتظار، ولم يقلقهما جواب الحكومة، فقد كانت متوقعة من قبل ألا يؤذن لها، وكانت مطمئنة إلى وعد خطيبها بأن يرضي أمها.
وراح الفتى والفتاة يعدان العدة ليوم قريب.
وانتقلت إلى بيت زوجها، وشهدها صواحبها عروسا في جلوتها، وشهدت نفسها؛ وكانت النوافذ المضيئة ترمي أشعتها إلى بعيد، وكان في الشرفات العالية التي يكتنفها الظلام عيون تنظر ... ... ومضت أشهر، ونظر الجيران فإذا هي جالسة إلى جانب النافذة تخيط قمصانا ولفائف، وفي هدأة الليل والناس نيام حل على الأسرة ضيف جديد، وارتفع صوته يعلن البشرى بمقدمه ...
ثم استيقظت المرأة من الحلم الذي ضرب على آذانها عاما وبعض عام، ونظرت فإذا هي وطفلها وحطام من الذكريات، ولم يكن الرجل ثمة ولم يكن الصندوق ...
ناپیژندل شوی مخ