وأطرق صهيون بن يهوذا لحظة يتفكر، ثم لوى عنانه عائدا يشق الزحام وفي نفسه حسرة وألم ...
وعاد الناس جميعا مطرقين برءوسهم يتفكرون، ولكن الخواطر التي كانت تصطرع في رأس صهيون كانت أثقل عليه مما يصطرع في رءوس الناس جميعا. لقد كانوا جميعا يفكرون في البعث والنشور والآخرة، وكان هو وحده من دونهم يفكر في الجائزة التي لا يجد سبيلا إليها وكانت على مد يمينه؛ لأنه لا يجد سبيلا بعد إلى أن يصحب ميشلينيا حيا إلى قصر الملك!
بعد الأوان
يا لله! وفي الدنيا هذا الجمال؟
فتاة، وما أعرف مثلها فيمن رأيت ...
أتراها كانت تعرف أين هي من أحلام فتيان الحي؟
وكان لها من جاه أبيها جمال إلى جمال، فاجتمعت لها أسباب الفتنة والإغراء ... ورآها صديقي فتبدل غير ما كان، وإنه لشاب وإنها لفتاة ...
وجاءني ذات مساء وفي عينيه دموع ... يا لي مما أرى! صديقي يبكي! هذا الذي كنت أظنه لا يحمل من هم الدنيا إلا مثل ما تحمل نعله من تراب الأرض! يا عجبا!
وفتحت له صدري فأوى إليه، ومضى يحدثني بخبره: «... وما يليق أن أبقى بعد اليوم عزبا ... وقد جاوزت الخامسة والعشرين.»
وابتسمت، فما سمعت صديقي يتحدث من قبل عن الزواج بمثل هذا الجد؛ لقد استطاعت امرأة واحدة أن تحمله على رأي لم يكن واحد من أصحابه جميعا يستطيع أن يحمله على الإيمان به، ويا طالما قلنا ويا طالما أجاب ...
ناپیژندل شوی مخ