234

من حديث نفس

من حديث النفس

خپرندوی

دار المنارة للنشر والتوزيع

د ایډیشن شمېره

الثامنة

د چاپ کال

١٤٣٢ هـ - ٢٠١١ م

د خپرونکي ځای

جدة - المملكة العربية السعودية

ژانرونه

بيوتنا هدمناها بأيدينا نشرت سنة ١٩٥٩ لقيت أمس -وكنت رائحًا إلى الدار- إخوانًا لي، فقالوا: هَلُمّ معنا إلى زيارة فلان. قلت: إني في شغل. قالوا: هو على طريقك، في العفيف. قلت: إذن أذهب، فلي في العفيف ذكريات أحب أن أجدد العهد بها. وانطلقت أسايرهم وأحدثهم حديث ذكرياتي في العفيف. ذلك أني كنت أيام الحرب الأولى تلميذًا في المدرسة الابتدائية، وكان سكننا في طرف «السمّانة»، في تلك الأزقة الملتوية الضيقة التي يستطيع الماشي فيها أن يمدّ يديه فيدرك طرفيها. وكانت مدرستنا في سوق صاروجا (١) فكنا نصرّم الأيام الطوال نعيش وراء الجدران لا نستطيع أن نطلق البصر في رحب الفضاء، ولا أن نمتع العين بخضرة الحقول وزرقة الأنهار، ولا أن نستمع إلى خرير السواقي وهدير النواعير ... لذلك كان من أحب الأيام إلى نفسي يوم تذهب الأسرة إلى

(١) صاروجا من أمراء المماليك في القرن الثامن الهجري.

1 / 251