له عقیدې تر ثورت (٥): ایمان او عمل - امامت
من العقيدة إلى الثورة (٥): الإيمان والعمل - الإمامة
ژانرونه
20
رابعا: الإقرار
الإقرار هو البعد الثالث للشعور بعد المعرفة والتصديق وقبل العمل. ويعني الإقرار التلفظ بكلمتي الشهادة؛ فالإقرار هو القول؛ أي عمل اللسان والنطق بكلمة تعلن عن التصديق الذي يعلن بدوره عن البرهان. وما فائدة القول إن لم يعبر عن شيء؟ فالقول لفظ يعبر عن معنى، والمعنى يكون في الشعور ينكشف في تجربة تصديق، ويدرك بالذهن، ثم يتحقق بالعمل. (1) ماذا يعني الإقرار؟
الإقرار هو النطق بكلمتي الشهادة، حتى ولو أضمر صاحبه الكفر أو النفاق؛ أي حتى ولو لم تكن هناك معرفة أو تصديق بهاتين الكلمتين. ويظل إيمان الكافر أو المنافق الناطق بالشهادتين مثل إيمان جبريل وميكائيل والأنبياء أجمعين! الإقرار باللسان وليس تصديقا بالقلب أو برهانا بالعقل أو فعلا باليد. وقد تواتر اقتناع الرسول بالكلمتين، ومنعه التفتيش في الضمائر وشق قلوب الناس. وما علينا إلا الحكم بالظاهر، والله يتولى السرائر. والظاهر عندنا هو القول أو الفعل، والباطن هو المعرفة أو التصديق. ويكفي في الإقرار مرة واحدة دون التكرار، على عكس الأفعال الشرعية مثل الصلاة التي يقصد من الأمر فيها التكرار. وبعد ازدواج التصوف مع الأشعرية أصبح الإقرار قديما في عهد الذر عندما أشهد الله الناس على أنفسهم «ألست بربكم؟» فقالوا: بلى. وبالتالي لا يحتاج الإنسان إلى تكرار الإقرار في الدنيا إلا مرة واحدة.
1
والحقيقة أن جعل الإيمان مجرد إقرار دون تصديق أو معرفة أو عمل هو ابتسار له، وجعله مجرد قول أو نطق أو إعلان. وهل يمكن الإقرار بكل ما يجيء به الرسول دون تصديق به والتحقق من صحته؟ أليس الإقرار إقرارا بشيء وتصديقا بشيء وإعلانا عن شيء، يدركه المؤمن ويصدق به ويعمل على تحقيقه؟ يظهر الإيمان في أبعاد الشعور كلها، في المعرفة والتصديق والعمل، ظهوره في الإقرار. إن جعل الإيمان هو الإقرار وحده لهو تخل عن الإيمان كتجربة شعورية، نظرية ووجدانية، كمعرفة وتصديق، كما أنه تخل عن الإيمان كتجربة عملية فعلية، والاكتفاء بالإعلان.
2
وهل يمكن الإقرار بكل ما يجيء به الرسول دون التصديق به والتحقق من صدقه؟ إن الإقرار شرط كمال وليس شرط صحة. هو إعلان عن التصديق وليس تحقيقا له. وقد يتم تحقيقه بالفعل حتما دون إعلان؛ وبالتالي يكون الفعل هو العلامة الظاهرة. الإقرار إعلان دون عمل، تحقيق كمال بلا مضمون، وتحقيق فارغ. إن أقصى ما يستطيع الإقرار هو أن يكون أولى البدايات في ظروف صعبة كبداية لعملية التعلم من الإقرار إلى العمل، ثم إلى التصديق، وأخيرا إلى المعرفة؛ فالإقرار هو الإعلان عن النية ثم تتحقق في أعمال، حتى ولو كانت هي الشعائر والطقوس مشفوعة بالأعمال الصالحة. وربما لا يأتي التصديق إلا بالبرهان ، ولا تأتي المعرفة إلا في النهاية؛ فإذا ما ثبت الإيمان بدأت المعرفة ثم التصديق ثم الإقرار ثم العمل. قد يخالف الإقرار التصديق في حالة القهر والاضطهاد، فيضطر المؤمن أن يقول شيئا لا يصدق به ويجحده تخفيفا لآلام العذاب، ولكن الأفعال هي الأفعال الحرة وليست أفعال الإكراه. وحين يصعب العمل المباشر قد يتحقق الإيمان بالقول حتى يأتي العمل في ظرف أكثر ملاءمة، ويكون أقرب إلى النجاح. وطالما كان الإقرار هو أساس الأحكام الشرعية، فعليه يكون الحكم بالإيمان والكفر والفسق والعصيان والارتداد وسائر الأحكام؛
3
لذلك قد يكون لهذا الاختيار، الإيمان إقرار، مغزى سياسي من أجل عدم تكفير الحكام وقبول الأمة لهم ما داموا يشهدون ويقرون بكلمتي الشهادة، في مقابل اختيار آخر تجعل الأعمال مع الإقرار، وتضع التصديق أساسا للإقرار، وهو اختيار المعارضة. وقد يكون في حالة أخرى رد فعل على تكفير الناس والخصومات المتبادلة من أجل لم الشمل وإرساء قواعد الوحدة الوطنية على الحد الأدنى من الاتفاق، وهو القول، وإن صعب التفسير والتصديق.
ناپیژندل شوی مخ